الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٧
إليه أحد شيئا من دراهم أو غيرها يقول من أنت أظن عندك شيئا من كتبي فأنت تبرطلني على ذلك ولا يقبل لأحد شيئا إلا بعد الجهد وكنت أراه فأتألم له وأتوجع لما أصابه وآخر الأمر لما زادت تلك الكارة وثقلت أبطل حملها ثم إنه مرض وحمل إلى المارستان النوري فطالت علته وتوفي رحمه الله تعالى في أول ربيع الآخر سنة خمسين وسبعمائة وكتب قصيدة إلى الأمير سيف الدين كافل السلطنة بدمشق يشكو فيها خصومه وهي (من الكامل) * يا نائب السلطان لا تك غافلا * عن قتل قوم للظواهر زوقوا * * قوم لهم وقع وذكر في الورى * ويرى عليهم للمهابة رونق * * وإذا رأوا شيئا عليه تحيلوا * في أخذه وتأولوا وتملقوا * * ما هم تجار بل لصوص كلهم * فأمر بهم أن يقتلوا أو يشنقوا * * ألمين دأبهم إذا ما حدثوا * ما فيهم من في كلام يصدق * * مرقوا من الدين الحنيف بأسرهم * كالسهم ظل من الرمية يمرق * * كم أستغيث وكم أصيح وأشتكي * منهم إليك وكم لقلبي أحرقوا * * سدوا علي الطرق بغيا منهم * أني اتجهت وللأعادي أذلقوا * * وأتوا بمالي من لآمة طبعهم * نحو الشآم وبينهم قد فرقوا * * وأراك لا تجدي لديك شكاية * إلا كأنك حائط لا ينطق * * ماذا جوابك حين تسأل في غد * عنهم ورأسك من حياتك مطرق * * ما أنت راع والأنام رعية * وإذا ركبت لك الملوك تطرق * * كن منصف المظلوم من غرمائه * فالبغي مصرعه وفعل موبق * * واكشف ظلامه من شكا من خصمه * فالحق حق واضح هو مشرق * * لا تعف عن قوم سعوا بفسادهم * في الأرض بغيا منهم وتحرقوا * * وانصب لهم شرك الردى إن أنجدوا * أو أتهموا أو أشأموا أو أعرقوا * * لا تبترق منهم وإن هم أسرجوا * أو ألجموا أو أرعدوا أو أبرقوا * * ومتى ظفرت بمفسد لا تبقه * فبقاؤه للناس ضر مقلق * * واكفف أكف الظالمين عن الورى * ليكف عنك الله شرا يطرق *
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»