الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ١٦٥
النبي صلى الله عليه وسلم وعينه في يده أيما أحب إليك عين في الجنة أو أدعو الله أن يردها عليك قال بل عين في الجنة ورمى بها وأصيبت عينه الأخرى يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من غنائمها مائة من الإبل وأربعين أوقية وزنها له بلال فلما أعطاه وأعطى يزيد ومعاوية قال له أبو سفيان والله إنك لكريم فداك أبي وأمي لقد حاربتك فنعم المحارب كنت ثم سالمتك فنعم المسالم أنت فجزاك الله خيرا وقال ثابت البناني إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى بمكة دخل دار أبي سفيان فأمن وقال مجاهد في قوله تعالى عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة قال مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب وكان أبو سفيان قاص الجماعة يوم اليرموك يسير فيهم ويقول الله الله عباد الله) انصروا الله ينصركم اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك يا نصر الله اقترب يا نصر الله اقترب وأغلظ أبو بكر يوما لأبي سفيان فقال له أبو قحافة يا أبا بكر لأبي سفيان تقول هذه المقالة قال يا أبة إن الله رفع بالإسلام بيوتا ووضع بيوتا فكان بيتي فيما رفع وبيت أبي سفيان فيما وضع وتوفي أبو سفيان سنة اثنتين وثلاثين للهجرة وصلى عليه ابنه معاوية وقيل بل صلى عليه عثمان بموضع الجنائز ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثمانين سنة وقيل ابن بضع وتسعين سنة وكان ربعة دحادحا ذا هامة عظيمة وروى له الجماعة سوى ابن ماجة 3 (الخضري الشاعر)) صخر بن الجعد الخضري بضم الخاء والخضر ولد مالك بن طريف ابن مالك بن خصفة بن قيس بن غيلان بن مضر وسموا الخضر لسوادهم والعرب تسمي الأسود أخضر وكان مالك شديد الأدمة وصخر شاعر فصيح من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وكان قد تعرض لابن ميادة لما انقضى ما بينه وبين الحكم الخضري من المهاجاة ورام أن يهاجيه فترفع عنه ابن ميادة كان يهوى كأس بنت جبير بن جندب فلقيه أخوها وقاص وكان شجاعا فقال له يا صخر إنك نسبت بابنة عمك فهلم أزوجها لك وإلا فلا تذكرها يخالطك السيف فقال نعم وواعده فخرج صخر ونزل بهم فأضافه وجمع وقاص الناس وأبطأ صخر عنهم وراجعه وقاص فلم يحضر وعمد إلى رجل ليس بعدل بصخر فزوجها منه فخرج من عندهم وقذفها بشعر هجاها فيه فأقاموا عليه البينة عند طارق مولى عثمان رضي الله عنه أمير المدينة فحد صخرا ثم إنه أسف على زواج كأس وطفق يقول فيها الأشعار فمن ذلك * لقد عاود النفس النفيسة عيدها * نعم إنه قد عاد نحسا سعودها *
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»