الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ٦٤
لتقتلنه اليهود فرده خوفا عليه منهم ثم خرج مرة ثانية إلى الشأم مع ميسرة غلام خديجة بنت خويلد في تجارة لها قبل ان يتزوجها فلما قدم الشام نزل تحت ظل شجرة قريبا من صومعة راهب فقال الراهب ما نزل تحت ظل هذه الشجرة قط إلا نبي وكان ميسرة يقول إذا كان الهاجرة واشتد الحر نزل ملكان يظلانه ولما رجع من سفره تزوج خديجة بنت خويلد وعمره خمس وعشرون سنة وشهران وعشرة أيام) وقيل غير ذلك ولما بلغ خمسا وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة ووضع الحجر الأسود بيده ونشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه وقد طهره الله تعالى من دنس الجاهلية ومن كل عيب ومنحه كل خلق جميل حتى لم يكن يعرف من بينهم إلا بالأمين لما رأوه من أمانته وصدق لسانه وطهارته ولما بلغ أربعين سنة ويوما ابتعثه الله تعالى بشيرا ونذيرا وأتاه جبرائيل عليه السلام بغار حراء فقال اقرأ فقال ما أنا بقارئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فقال في الثالثة اقرأ باسم ربك الذي خلق العلق إلى قوله تعالى علم الإنسان ما لم يعلم العلق فقالت عائشة رضي الله عنها أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وحبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاء الحق رواه البخاري ومسلم وكان مبدأ النبوة فيما ذكر يوم الاثنين ثامن شهر ربيع الأول ثم حاصره أهل مكة في الشعب فأقام محصورا دون الثلاث سنين هو وأهل بيته وخرج من
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»