الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ١٤٤
ووجيه) الدين ابن العالمة والوزير شرف الدين محمد ابن نظيف وزير الحافظ صاحب جعبر ويوسف بن علي القرشي ونجم الدين ابن المنفاح الطبيب ومحمد بن عمار المكي ومحمد بن محمد بن مسكين وابن سعيد المغربي وغيرهم وكان الصاحب محيي الدين يترسل جيدا من ذلك ما كتبه إلى أخيه الصاحب عماد الدين وقد طلب منه شيئا من ملبوسه وهو أين أنت مما نحن فيه أكتب إليك وتكتب إلي والغفلة شاملة والحيرة سابغة وقد رين على القلوب وزاد الوله حتى إلهي العقول وفاض حتى أعشى الأبصار ل قد كنا في غفلة من هذا الأنبياء فواعجبا كيف لا ينفطر ما لا أسميه وينشق لكثرة ما أحوم حول القول فيه ولا أوفيه إن شرحت فاضت نفوس فضلا عن عيون وترامت إلى مهاوي الإثم فيه ظنون ولو أبديت بعضه أخاف أن يفطن بعض الناس ولو أفضت فيه أخشى أن لا يحمله سمع ولا يسعه قرطاس والرضا بالقضاء يمنع من استبطاء مقدر اللقاء ومن غرائب هذه الحال أنك تكون في شرق الأرض وأكون في غربها فتستدرج الآمال الأجسام حتى تجعلها كقاب قوسين أو أدنى ثم يفطن بنا الزمان فيجعل أجسامنا سهاما ويرمينا بقوسه إلى البعد الأقصى الخفيف * أيها المنكح الثريا سهيلا * عمرك الله كيف يجتمعان * * هي شامية إذا ما استقلت * وسهيل إذا استقل يمان * ولقد عام السابح في بحر الفكر ليستخرج من قعره ما يستعين به على هذا الدهر فلم ير إلا أثرا بعد عين فبعث شعارا بليه واستدعى دثارا ساميه ليتلاقى فيها جسوم ما تلاقى قانعا في الوقت الحاضر بقليل هو كثير راجيا من الله جمع الشمل وهو على جمعهم إذا يشاء قدير الشورى الوافر * فليت هوى الأحبة كان عدلا * فحمل كل قلب ما أطاقا * وبالجملة أليس إذا صار المرء في غامض علمه يقال من حيث الصورة كان أمل بطانته وظهارته أن يصل منه نبأ يقر العين ويسر السمع ويبهج النفس من كونه في نعيم وفي غرف من عليين و في جنة عالية قطوفها دانية الحاقة و أكلها دائم الرعد وبين أشجار وأنهار وأثمار و في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر القمر فصاحبكم وبعيدكم في هذه الحالة يتقلب وفي هذه النعمة يصلكم خبر التواتر عنه بهذه الحظوة فليرض بهذا المقدار في الاجتماع واحسبوه في غامض علم الله تعالى من حيث المعنى ولما توجه فلذة الكبد وسر الروح وسواد الناظر وسويداء القلب وشارفنا ثنايا الوداع أهملت مشروع التشييع حذرا أن تفيض عيون وتتقرح) جفون ويظهر مكتوم وتلجئ ضرورة إلى ما لا يليق بذوي المرائر الأبية والنحائز العظيمة الطويل * ولما شربناها ودب دبيبها * إلى موضع الأسرار قلت لها قفى * * مخافة أن يسطو علي دخيلها * فيظهر مني بعض ما كان قد خفي *
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»