تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ٢٦
4 (ومن سنة خمس وعشرين وخمسمائة)) 4 (رواية ابن الأثير عن دبيس)) وقد ساق ابن الأثير قصة دبيس فقال: لما فارق البصرة قصد الشام، لأنه جاءه من طلبه إلى صرخد، وقد مات صاحبها، وغلبت سريته على القلعة، وحدثوها بما جرى على دبيس، فطلبته للتزوج به، وتسلم إليه صرخد بما فيها.
فجاء إلى الشام في البرية، فضل ونزل بأناس من كلب بالمرج، فحملوه إلى تاج الملوك، فحبسه، وعرف زنكي صاحب الموصل، فبعث يطلبه من تاج الملوك، على أن يطلق ولده سونج ومن معه من الأمراء، وإن لم يفعل جاء وحاصره بدمشق، وفعل وفعل فأجاب تاج الملوك، وسلم إليه دبيسا، وجاءه ولده والأمراء.
وأيقن دبيس بالهلاك للعداوة البليغة التي بينه وبين زنكي، ففعل معه خلاف ما ظن، وبالغ في إكرامه، وغرم عليه أموالا كثيرة، وفعل معه ما يفعل مع أكابر الملوك.
ولما جرى على الباطنية ما ذكرناه عام ثلاثة وعشرين تحرقوا على تاج الملوك، وندبوا لقتله) رجلين، فتوصلا حتى خدما في ركابه، ثم وثبا عليه في جمادى الآخرة سنة خمس، فجرحاه، فلم يصنعا شيئا، وهبروهما بالسيوف، وخيط جرح بعنقه فبرأ، والآخر بخاصرته، فتنسر، وكان سببا لهلاكه.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»