تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٣ - الصفحة ٨
((احداث اثنتين وثمانين وأربعمائة)) 4 (الفتنة بين السنة والشيعة)) في صفر كبس غوغاء السنة الكرخ، وقتلوا رجلا وجرحوا آخر، فأغلق أهل الكرخ أسواقهم، ورفعوا المصاحف وثياب الرجلين بالدماء، ومضوا إلى دار كمال الملك الدهستاني مستغيثين، فأرسل إلى النقيب طراد يطلب منه إحضار الرجلين القاتلين، فلم يقدر، وكف الناس، فلما سار السلطان عادت الفتنة.
4 (تملك السلطان ما وراء النهر)) وفيها ملك السلطان ما وراء النهر، وذلك لأن سمرقند تملكها ابن أخي تركان زوجة السلطان، وكان صبيا ظلوما غشوما، كثير المصادرة فكتبوا إلى السلطان سرا يستغيثون به ليتملك عليهم، فطمع السلطان، وتحركت همته، وسار من إصبهان بجميع جيوشه، وعبر النهر، وقصد بخارى فملكها، وقصد سمرقند ونازلها، وكاتب أهلها، ففرح به التجار والرؤساء، وفرق صاحبها أحمد خان الأبرجة على الأمراء، وسلم برج العيار إلى رجل علوي، فنصح في القتال، وكان ولده ببخارى أسيرا فبعث إليه ملكشاه يهدده بقتله، ففتر عن القتال، ورمى السلطان عدة أماكن من السور بالمنجنيقات، فلما صعدوا السور اختفى أحمد خان في بيت عامي، فغمز عليه، وحمل إلى السلطان يجر بحبل،
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»