تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣١ - الصفحة ١٨
الوالد. وظهرت شجاعته وكفايته وحسن سيرته.
(([الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد والعربان])) وفيها وفي حدودها وقعت فتنة عظيمة بين جيش المستنصر العبيدي فصاروا فئتين: فئة الأتراك والمغاربة وقائد هؤلاء ناصر الدولة أبو عبد الله الحسين بن حمدان من أحفاد صاحب الموصل ناصر الدولة بن حمدان وفئة العبيد وعربان الصعيد. فالتقوا بكوم الريش فانكسر العبيد وقتل منهم وغرق نحو أربعين ألفا وكانت وقعة مشهورة.
وقويت نفوس الأتراك وعرفوا حسن نية المستنصر لهم وتجمعوا وكثروا فتضاعفت عدتهم وزادت كلف أرزاقهم فخلت الخزائن من الأموال واضطربت الأمور فتجمع كثير من العسكر وساقوا إلى الصعيد وتجمعوا مع العبيد وجاؤوا إلى الجيزة فالتقوا هم والأتراك عدة أيام ثم عبر الأتراك إليهم النيل مع ناصر الدولة بن حمدان فهزموا العبيد.
ثم إنهم كاتبوا أم المستنصر واستمالوها فأمرت من عندها من العبيد بالفتك بالمقدمين ففعلوا ذلك فهرب ناصر الدولة والتفت عليهم الترك فالتقوا ودامت الحرب ثلاثة أيام بظاهر مصر وحلف ابن حمدان لا ينزل عن فرسه ولا يذوق طعاما حتى ينفصل الحال. فظفر بالعبيد وأكثر القتل فيهم
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»