تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٩ - الصفحة ١٠
فرماهم أهل الكرخ، وثارت الفتنة، ومنعت الصلاة، ونهبت دار الشريف المرتضى، فخرج مروعا، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرمه. وأحرقت إحدى سرياته. ونهبت دور اليهود وطلبوا لأنهم أعانوا أهل الكرخ فيما قيل.
ومن الغد اجتمع عامة السنة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكرخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكرخ على خطة عظيمة.
وركب الخليفة إلى الملك والإسفهسلارية ينكر ذلك، وأمر بإقامة الحد على الجناة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجرة وسقطت عمامته، وقتل من أهل الكرخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأحرق وخرب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصفارين، وسوق الأنماط، وسوق الزياتين، وغير ذلك. وزاد الاختلاف والفرقة.
وعبر سكران بالكرخ فضرب بالسيف فقتل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السلطان لسقوط هيبته.
4 (مقتل الكلالكي ناظر المعونة:)) ثم قتلت العامة الكلالكي، وكان ينظر في المعونة، وتبسط العوام وأثاروا الفتن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدولة، وشكوا إطراحهم واطراح تدبيرهم، وأشاعوا أنهم يقطعون
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»