تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٧ - الصفحة ٢٣٨
الذين على بابه لمعاونة السنة، وساعدهم الغلمان، فانكسر الروافض وأحرق ما يلي نهر الدجاج، ثم اجتمع الرؤساء إلى الخليفة، فكلموه، فعفى عنهم ودخل عميد الجيوش بغداد، فراسل ابن المعلم بأن يخرج عن بغداد ولا يساكنه، ووكل به، فخرج في رمضان، وضرب جماعة، ممن قام في الفتنة، وحبس آخرين، ومنع) القصاص من الجلوس، ثم سأل ابن مزيد في ابن المعلم فرد وأذن للقصاص، بشرط أن لا يتعرضوا للفتن.
وفي شعبان وقع برد في الواحدة نحو خمسة دراهم.
وفيه زلزلت الدينور، فمات تحت الردم أكثر من ستة عشر ألف آدمي، وفر السالمون إلى الصحراء، فأخذوا أكواخا، وهلك ما لا يحصى، وأهدمت أكثر المدينة، وزلزلت سيراف والسيف، وغرق الماء عدة مراكب، ووقع هناك برد عظيم، ووزنت بردة، فكانت مائة وستة دراهم.
وفيها هدم الحاكم بيعة قمامة التي بالقدس، وهي عظيمة القدر عند النصارى، يحجون إليها، وبها من الستور والآلات والأواني الذهب شيء مفرط، وكانوا في العيد يظهرون الزينة، وينصبون الصلبان، وتعلق القوام القناديل في بيت المذبح، ويجعلون فيها دهن الزئبق، ويجعلون بين القنديلين خيطا الحرير متصلا، وكانوا يطلونه بدهن البلسان، ويتقرب بعض الرهبان، فيعلق النار في خيط منها من موضع لا يراه أحد، فيتنقل بين القناديل، فيرقد الكل ويقولون: نزل النور من السماء فأوقدها، فيضجون،
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 241 242 243 244 ... » »»