تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٧ - الصفحة ٢٣٢
المغاور، حتى وافى نيسابور، فتقهقر عنها المنتصر إلى أسفرايين، وجبى الخراج، وقدم له) شمس المعالي قابوس خيلا وجمالا وبغالا، وألف ألف درهم، وثلاثين ألف دينار، مدارة عن جرجان.
ثم إن المنتصر عاد إلى نيسابور، فتحيز عنها أخو محمد، وجبى المنتصر منها الأموال، ثم التقى هو وأخو محمود، فكانت بينهما وقعة ملحمة هائلة، فكانت النصرة لصاحب الجيش نصر بن سبكتكين، وانهزم المنتصر، فجاء إلى جرجان، فدفعه عنها شمس المعالي، ثم التقى المنتصر أيضا هو والسبكتكينية بظاهر سرخس، وقتل خلق من الفريقين، وانهزم جمع المنتصر، وقتل جماعة من قواده، فسار المنتصر يعتسف المهالك، فانتبذ به إلى محال الأتراك الغزية، ولهم ميل إلى آل سامان، فأخذتهم المذمة من خذلانه، وحركتهم الحمية لعونه في سنة ثلاث وتسعين، وقصدوا أيلك خان، وحاربوه، ثم خافهم المنتصر وفارقهم، وراسل السلطان محمود بن سبكتكين يذكره بحقوق سلفه عليه، فأكرم محمود رسوله، وتماثل حال المنتصر، جرت له أحوال وأمور وحروب عديدة.
وكان موصوفا بالدهاء والشجاعة المفرطة، ثم قام معه فتيان أهل سمرقند، وتراجع أمره، فسمع الخان باحتداد شوكته واشتداد وطأته، فزحف إليه في شعبان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وانكسر الخان أيلك، ثم جمع وحشد وكر لطلب الثأر، فالتقوا، فخامر خمسة آلاف من جيش المنتصر، وبقي المنتصر أينما قصد، شهرت عليه السيوف وكثر أضداده، ودلف إليه صاحب الجيش ابن سبكتين، وولي سرخس، وولي طوس. وحثوا الظهر في
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»