تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٤
فرجع عنهم، وثبت أبو العباس.
وآستأمن جماعة من أصحاب الخبيث إلى أبي العباس فأحسن إليهم، ثم استأمن منهم بشر كثير، فخلع على مقدمهم.
فلما كان في اليوم الثاني جهز الخبيث بهبوذ في السماريات، فالتقاه أبو العباس، فاقتتلوا، فأصاب بهبوذ طعنتان ونشاب، فهرب إلى الخبيث، ورجع أبو أحمد إلى معسكره بنهر المبارك ومعه خلق قد استأمنوا.
فلما كان في شعبان برز الخبيث في ثلاثمائة ألف فارس وراجل، فركب الموفق في خمسين ألفا، وكان بينهم النهر، فنادى الموفق بالأمان لأصحاب الخبيث، فاستأمن إليه خلق كثير، ثم انفصل الجمعان عن غير قتال.
4 (بناء الموفقية)) ثم بنى الموفق مدينة بإزاء مدينة الخبيث على دجلة وسماها الموفقية، وجمع عليها خلائق من الصناع، وبنى بها الجامع والأسواق والدور، واستوطنها الناس للمعاش.
وكان عدد من استأمن في شهرين خمسين ألفا من جيش الخبيث، ما بين ابيض وأسود.
4 (الوقعة بين أبي العباس والخبيث)) وفي شوال كانت الوقعة بين أبي العباس والخبيث، قتل منهم خلقا كثيرا.
وذلك لأن الخبيث انتخب من قواده خمسة آلاف، وأمرهم أن يعدوا فيتبينوا عسكر الموفق، فلما عبروا بلغ الموفق الخبر من ملاح، فأمر ابنه بالنهوض إليهم، فنصر عليهم وصلبهم على السفن، ورمى برؤوس القتلى في المناجيق
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»