تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٢٩٧
للقضاء، فهرب حتى أتى اليمامة، فلقيته بعد فقلت له في ذلك! فقال: ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجل وقع في بحر فكما عسى أن يسبح حتى يغرق.
قال أيوب: كان يراد على القضاء، فيفر، مرة إلى الشام، ومرة إلى اليمامة، وكان إذا قدم البصرة كان يختفي.
عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: لا تجالسوا أهل الأهواء، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون، وقال صالح بن رستم: قال أبو قلابة لأيوب: يا أيوب، إذا أحدث الله لك علما فأحدث له عبادة، ولا يكن همك أن تحدث به الناس.
أيوب قال: مرض أبو قلابة، فعاده عمر بن عبد العزيز وقال: تشدد يا أبا قلابة، لا يشمت بنا المنافقون. قال حماد بن زيد: مرض أبو قلابة بالشام، فأوصى بكتبه لأيوب وقال: إن كان حيا وإلا فأحرقوها فأرسل أيوب فجيء بها عدل راحلة.
شبابة: ثنا عقبة بن أبي الصهباء، عن أبي قلابة أنه كان يخضب بالسواد.
قال علي بن أبي حملة: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقلنا له: لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك لجاءنا به، فقال: كيف لو رأيتم أبا قلابة فما لبثنا أن قدم علينا أبو قلابة، وقال أيوب: رآني أبو قلابة وقد
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»