تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٨٩
فكفت الحربة، فجعل الناس يصيحون: الأنبياء لا يجوز فيهم السلاح.
فلما رأى ذلك رجل من المسلمين تناول الحربة ومشى إليه فطعنه فأنقذه.
قال الوليد بن مسلم: فبلغني أن خالد بن يزيد بن معاوية دخل على عبد الملك فقال: لو حضرت ما أمرتك بقتله، قال: ولم قال: كان به المذهب، فلو جوعته ذهب ذلك عنه.
قال الوليد، عن المنذر بن نافع أنه سمع خالد بن اللجلاج يقول لغيلان: ويحك يا غيلان، ألم نأخذك في شبيبتك ترامي النساء في شهر رمضان بالتفاح، ثم صرت حارثيا تحجب امرأته، وتزعم أنها أم المؤمنين، ثم صرت قدريا زنديقا.
وقال موسى بن عامر: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جابر قال: دخل القاسم بن مخيمرة على أبي إدريس فقال: إن حارثا لقيني فأخذ عهدي لأسمعن منه، فإن قبلته قبلته وإن سخطته كتمت علي. فزعم أن رسول الله، قلت: إنه أحد الدجالين الذين أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الساعة لا تقوم حتى يخرج ثلاثين دجالا، كلهم يزعم أنه نبي، وهو أحدهم، فارفع شأنه إلى عبد الملك، فقال أبو إدريس: أسأت، لو أدنيته إلينا حتى نأخذه، قال: ورفع أمره إلى عبد الملك فطلبه وتغيب، فأخذه عبد الملك فصلبه، فحدثني من سمع عتبة الأعور يقول: سمعت العلاء بن زياد يقول: ما غبطت عبد الملك بشيء من ولايته إلا بقتله حارثا.
وقال ضمرة بن ربيعة: ثنا علي بن أبي حملة قال: لما ظهر الحارث أتاه مكحول، وعبد الله بن أبي زكريا، وجعلا له الأمان، وسألاه عن أمره، فأخبرهما، فكذبا وردا عليه، وقالا: لا أمان لك، ثم أتيا عبد الملك
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»