تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٧
الناس حتى نهبوا خيله من مربطه.
وقال غيره: فهرب بالليل، فاستجار بمسعود بن عمرو رئيس الأزد، فأجاره.
ثم إن أهل البصرة بايعوا عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي ببه، ورضوا به أميرا عليهم،) واجتمع الناس لتتمة البيعة، فوثبت الحرورية على مسعود بن عمرو، فقتلوه، وهرب الناس، وتفاقم الشر، وافترق الجيش فرقتين، وكانوا نحوا من خمسين ألفا، واقتتلوا ثلاثة أيام، فكان على الخوارج نافع بن الأزرق.
وقال الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد إن مسعودا جهز مع عبيد الله بن زياد مائة من الأزد، فأقدموه الشام.
وروى ابن الخريت، عن أبي لبيد، عن الحارث بن قيس الجهضمي قال: قال ابن زياد: إني لأعرف سورا كان في قومك، قال الحارث: فوقفت عليه فأردفته على بغلتي، وذلك ليلا، وأخذ على بني سليم فقال: من هؤلاء قلت: بنو سليم، قال: سلمنا إن شاء الله، ثم مررنا على بني ناجية وهم جلوس معهم السلاح، فقالوا: من ذا قلت: الحارث بن قيس، قالوا: إمض راشدا، فقال رجل: هذا والله ابن مرجانة خلفه، فرماه بسهم، فوضعه في كور عمامته، فقال: يا أبا محمد من هؤلاء قلت: الذين كنت تزعم أنهم من قريش، هؤلاء بنو ناجية، فقال: نجونا إن شاء الله، ثم قال: إنك قد أحسنت وأجملت، فهل تصنع ما أشير به عليك، قد عرفت حال مسعود بن عمرو وشرفه وسنه، وطاعة قومه له، فهل لك أن تذهب بي إليه، فأكون في داره، فهي أوسط الأزد دارا، فإنك إن لم تفعل تصدع عليك قومك قلت: نعم، فانطلقت به، فأشعر مسعود وهو جالس يوقد له بقصب على لبنة، وهو يعالج أحد خفيه بخلعه، فعرفنا فقال: إنه قد كان يتعوذ من طوارق السوء، فقلت له: أفتخرجه بعدما دخل عليك بيتك فأمره، فدخل عليه بيت ابنه
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»