تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٤
وقيل: نفر به فرسه فألقاه في الماء وعليه الحديد، فقال له رجل: أغرقا يا أمير المؤمنين قال: ذلك تقدير العزيز العليم فألقاه دجيل إلى ساحله ميتا، فحمل على البريد إلى الحجاج، فأمر به فشق بطنه وأخرج قلبه، فإذا هو كالحجر، إذا ضرب به الأرض نبا عنها، فشقوه فإذا بداخلاه قلب صغير.
وقال ابن جرير الطبري في تاريخه: ثم أنفق الحجاج الأموال، ووجه سفيان بن الأبرد في طلب القوم، قال: وأقام شبيب بكرمان، حتى إذا انجبر واستراش كر راجعا، فيستقبله ابن الأبرد في ثلاثة كراديس، فاقتتلوا أكثر النهار، وثبت الفريقان، وكر شبيب وأصحابه أكثر من ثلاثين كرة، وابن الأبرد ثابت، ثم آل أمرهم إلى أن ازدحموا عند الجسر، واضطر شبيب أصحاب ابن الأبرد إلى الجسر، ونزل في نحو مائة، فتقاتلوا إلى الليل قتالا عظيما، ثم تحاجزوا.
وقال أبو مخنف: حدثني فروة قال: ما هو إلا أن انتهينا إلى الجسر، فعبرنا شبيب في الظلمة وتخلف في آخرنا فأقبل على فرسه، وكانت بين يديه حجرة فنزل فرسه عليها وهو على) الجسر، فاضطربت الماذيانة ونزل حافر الفرس على حرف السفينة فنزل في الماء فلما سقط قال: ليقضي الله أمرا كان مفعولا فانغمس ثم ارتفع فقال: ذلك تقدير العزيز العليم.
قال: وقيل كان معه رجال قد أصاب من عشائرهم وأبغضوه، فلما تخلف في الساقة اشتوروا فقالوا: نقطع به الجسر، ففعلوا، فمالت السفن، ونفر فرسه فسقط وغرق.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»