تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٢٢٢
الله صلى الله عليه وسلم. ويأتي رسول الله فراش ذلك فينام عليه فما كان رأس ثلاث سنين. تلاوم رجال من بني عبد مناف ومن بني قصي ورجال أمهاتهم من نساء بني هاشم ورأوا أنهم قد قطعوا الرحم واستخفوا بالحق واجتمع أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة منه.
وبعث الله على صحيفتهم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من عهد وميثاق ويقال كانت معلقة في سقف البيت فلم تترك اسما لله إلا لحسته وبقي ما كان فيها من شرك أو ظلم فأطلع الله رسوله على ذلك فأخبر به أبا طالب فقال أبو طالب: لا والثواقب ما كذبني فانطلق يمشي بعصابة من بني عبد المطلب حتى أتى المسجد وهو حافل من قريش فأنكروا ذلك فقال أبو طالب: قد حدثت أمور بينكم لم نذكرها لكم فائتوا بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها فلعله أن يكون بيننا وبينكم صلح فأتوا بها وقالوا: قد آن لكم أن تقبلوا وترجعوا إلى أمر يجمع قومكم فإنما قطع بيننا وبينكم رجل واحد وجعلتموه خطرا للهلكة قال أبو طالب: إنما أتيتكم لأعطيكم أمرا لكم فيه نصف إن ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني أن الله بريء من هذه الصحيفة ومحا كل اسم هو له فيها وترك فيها غدركم وقطيعتكم فإن كان كما قال فأفيقوا فوالله لا نسلمه أبدا حتى نموت من عند آخرنا وإن كان الذي قال باطلا دفعناه إليكم فرضوا وفتحوا الصحيفة فلما رأتها قريش كالذي قال أبو طالب قالوا: والله إن كان هذا قط إلا سحرا من صاحبكم فارتكسوا وعادوا لكفرهم فقال بنو عبد المطلب: إن أولى بالكذب والسحر غيرنا فكيف ترون وإنا نعلم أن الذي اجتمعتم عليه من قطيعتنا أقرب إلى الجبت والسحر من أمرنا ولولا أنكم اجتمعتم على السحر لم تفسد الصحيفة وهي في أيديكم أفنحن
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»