(ألست أعز الناس قوما وأسرة * وأمنعهم جارا إذا ضيم جانبه) (وما ولدت بعد النبي وآله * كمثلي حصان في الرجال يقاربه) (وبيتي إلى جنب الثريا فناؤه * ومن دونه البدر المضئ كواكبه) (أنا ابن الجبال الشم في عدد الحصي * وعرق الثرى عرقي فمن ذا يحاسبه) (وكم من أب لي يا معاوية لم يزل * أغر يباري الريح أزور جانبه) (نمته فروع المالكين ولم يكن * أبوك الذي من عبد شمس يقاربه) (تراه كنصل السيف مذ كان لم يكن * قصي وعبد الشمس ممن يخاطبه) يريد بالمالكين مالك بن حنظلة ومالك بن زيد مناة بن تميم وهما جداه لأن الفرزدق هو ابن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
فلما بلغ معاوية شعره رد علي أهله ثلاثين ألفا فأغضبت أيضا زيادا عليه فلما استعدت عليه نهشل وفقيم ازداد عليه غضبا فطلبه فهرب وأتى عيسى بن خصيلة السلمي ليلا وقال له: إن هذا الرجل قد طلبني وقد لفظني الناس وقد أتيتك لتغيبني عندك. فقال: مرحبا بك فكان عنده ثلاث ليال ثم قال له: قد بدا لي أن آتي الشام فسيره وبلغ زيادا مسيره فأرسل في أثره فلم يدرك وأتى الروحاء فنزل في بكر بن وائل فأمن ومدحهم بقصائد.