سفرنامه - ناصر خسرو - الصفحة ١٣٧
العيد بمنى في ذلك اليوم ولم يأمر بهما المصطفى عليه السلام ويكون الحجاج بمنى في العاشر من ذي الحجة وهناك يرمون الحجارة وشرح ذلك مذكور في مناسك الحج وفي الثاني عشر من ذي الحجة يغادر منى من عزم على العودة لبلاده ويذهب إلى مكة أهلها إلى الحسا عن طريق الطائف ومطار والثريا وجزع وسربا وفلج واليمامة بعد اتمام الحج استأجرت جملا من أعرابي لأذهب إلى الحسا وقيل إنهم يبلغونها من مكة في ثلاثة عشر يوما وقد ودعت بيت الله يوم الجمعة تاسع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة (7 مايو 1051) الموافق أول خرداد القديم (مايو يونيو) وقد وجدنا مرجا بعد سبعة فراسخ من مكة عنده جبل ولما بلغناه وجدنا سهلا وقرى وبئرا اسمها بئر الحسين بن سلامة وكان الجو باردا وقد سرنا ناحية المشرق بلغنا الطائف يوم الاثنين الثاني والعشرين من ذي الحجة ومن مكة إلى هناك إثنا عشر فرسخا والطائف ناحية على رأس جبل وكان الجو باردا في شهر خرداد (مايو يونيو) حتى لزم الجلوس في الشمس بينما يكثر البطيخ بمكة في هذا الوقت وقصبة الطائف هذه مدينة صغيرة بها حصن محكم وسوق وجامع صغيران وبها ماء جار وأشجار رمان وتين كثيرة وبجوارها قبر عبد الله بن عباس رضي الله عنه وقد بنى خلفاء بغداد هناك مسجدا كبيرا يقع القبر في زاويته على يمين المحراب والمنبر وبنى الناس هناك بيوتا يسكنونها سرنا من الطائف واجتزنا جبالا وأراضي صخرية وكنا نجد حيثما سرنا قلاعا محصنة وقرى وقد أروني وسط الصخور قلعة خربة قيل إنها كانت بيت ليلى وقصتهم في هذا عجيبة ومن هناك بلغنا قلعة تسمى مطار
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»