جراد قال فمضينا وخالفونا إلى المدينة قال وحدثني محمد بن يحيى قال حدثني الحارث ابن إسحاق قال خرج ناس كثير من أهل المدينة بذراريهم وأهليهم إلى الاعراض والجبال فأمر محمد أبا القلمس فرد من قدر عليه منهم فأعجزه كثير منهم فتركهم قال وحدثني عيسى قال حدثني الغاضري قال قال لي محمد أعطيك سلاحا وتقاتل معي قلت نعم إن أعطيتني رمحا أطعنهم به وهم بالاعوص وسيفا أضربهم به وهم بهسفا قال ثم مكث غير كثير ثم بعث إلى فقال ما تنتظر قلت ما أهون عليك أبقاك الله أن أقتل وتمروا فيقال والله إن كان لباد يا قال ويحك قد بيض أهل الشأم وأهل العراق وخراسان قال قلت اجعل الدنيا زبدة بيضاء وأنا في مثل صوته الدواة ما ينفعني هذا وعيسى بالاعوص قال وحدثني عيسى عن أبيه عن جده قال وجه أبو جعفر مع عيسى بن موسى بابن الأصم ينزله المنازل فلما قدموا نزلوا على ميل من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن الأصم ألا إن الخيل لا عمل لها مع الرجالة وإني أخاف إن كشفوكم كشفة أن يدخلوا عسكركم فرفعهم إلى سقاية سليمان بن عبد الملك بالجرف وهى على أربعة أميال من المدينة وقال لا يهرول الراجل أكثر من ميلين أو ثلاثة حتى تأخذه الخيل قال وحدثني عيسى قال حدثني محمد بن أبي الكرام قال لما نزل عيسى طرف القدوم أرسل إلى نصف الليل فوجدته جالسا والشمع والأموال بين يديه فقال جاءتني العيون تخبرني أن هذا الرجل في ضعف وأنا أخاف أن ينكشف وقد ظننت ألا مسلك له الا إلى مكة فأضمم إليك خمسمائة رجل فامض بها معاندا عن الطريق حتى تأتى الشجرة فتقيم بها قال فأعطاهم على السمع فخرجت بهم حتى مررت بالبصرة بالبطحاء وهى بطحاء ابن أزهر على ستة أميال من المدينة فخاف أهلها فقلت لا بأس عليكم أنا محمد بن عبد الله هل من سويق قال فأخرجوا إلينا سويقا فشربنا وأقمنا بها حتى قتل محمد قال وحدثني محمد بن إسماعيل عن الثقة عنده قال لما قرب عيسى أرسل إلى محمد القاسم بن الحسن بن زيد يدعوه إلى الرجوع عما هو عليه ويخبره أن أمير المؤمنين قد آمنه وأهل بيته فقال محمد للقاسم والله لولا أن الرسل لا تقتل
(٢٠٩)