فتوح البلدان - البلاذري - ج ٣ - الصفحة ٥١٣
وقتل مع عبد الله بن خازم بناه عنبسة ويحيى. وطعن طهمان مولى ابن خازم، وهو جد يعقوب بن داود كاتب أمير المؤمنين المهدى بعد أبي عبيد الله.
وأتى بكير بن وشاح برأس ابن حازم فبعث به إلى عبد الملك بن مروان فنصبه بدمشق. وقطعوا يده اليمنى وبعثوا بها إلى ولد عثمان بن بشر بن المحتفز المزني.
وكان وكيع جافيا عظيم الخلقة. صلى يوما وبين يديه نبت فجعل يأكل منه. فقيل له: أتأكل وأنت تصلى؟ فقال: ما كان الله أحرم بنتا أنبته بماء السماء على طين الثرى. وكان يشرب الخمر، فعوتب عليها فقال: في الخمر تعاتبوني؟
وهي تجلو بولي حتى تصيرة كالفضة!.
997 - قالوا: وغضب قوم لابن خازم، ووقع الاختلاف، وصارت طائفة مع بكير بن وشاح وطائفة مع بجير. فكتب وجوه أهل خراسان وخيارهم إلى عبد الملك يعلمونه أنه لا تصلح خراسان بعد الفتنة إلا برجل من قريش. فولى أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية خراسان. فولى بكير بن وشاح طخارستان. ثم ولاه غزو ما وراء النهر.
ثم عزم أمية على غزو بخارا ثم إتيان موسى بن عبد الله بن خازم بالترمذ. فانصرف بكير إلى مرو، وأخذ ابن أمية فحبسه، ودعا الناس إلى خلع أمية فأجابوه.
وبلغ ذلك أمية فصالح أهل بخارا على فدية قليلة، (ص 416) واتخذ السفن، وقد كان بكير أحرقها، ورجع وترك موسى بن عبد الله. فقاتله بكير، ثم صالحه على أن يوليه أي ناحية شاء. ثم بلغ أمية أنه يسعى في خلعه بعد ذلك،
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»