معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ١٢١
طرقوا، ولم يحضر على طبخها حبر أتاني بها يحيى وقد نمت نومة، وقد لاحت الشعرى وقد طلع النسر فقلت اصطبحها أو لغيري فأهدها، فما أنا بعد الشيب ويحك والخمر!
تعففت عنها في العصور التي مضت، فكيف التصابي بعدما كمل العمر?
إذا المرء وفى الأربعين، ولم يكن له دون ما يأتي حياء ولا ستر فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى، وإن جر أسباب الحياة له الدهر وكان أهل الكوفة يقولون: من لم يرو هذه الأبيات فإنه ناقص المروءة، وأما فتحها فقد ذكر أصحاب السير أنه لما فرغ سويد بن مقرن من فتح بسطام في سنة 18 كاتب ملك جرجان ثم سار إليها وكاتبه روزبان صول وبادره بالصلح على أن يؤدي الجزية ويكفيه حرب جرجان، وسار سويد فدخل جرجان وكتب لهم كتاب صلح على الجزية، وقال أبو نجيد:
دعانا إلى جرجان، والري دونها، سواد فأرضت من بها من عشائر وقال سويد بن قطبة:
ألا أبلغ أسيدا، إن عرضت، بأننا بجرجان في خضر الرياض النواضر فلما أحسونا وخافوا صيالنا أتانا ابن صول، راغما، بالجرائر وممن ينسب إليها من الأئمة أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الستراباذي الفقيه أحد الأئمة، سمع يزيد بن محمد بن عبد الصمد وبكار بن قتيبة عمار بن رجاء وغيرهم، قال الخطيب: وكان أحد أئمة المسلمين والحفاظ بشرائع الدبن مع صدق وتورع وضبط وتيقظ، سافر الكثير وكبت بالعراق والحجاز ومصر، وورد بغداد قديما وحدث بها، فروى عنه من أهلها يحيى بن محمد بن صاعد وغيره، وقال أبو علي الحافظ: كان أبو نعيم الجرجاني أوحد ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة مثله وأفضل منه، وكان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد، وقال الخليلي القزويني: كان لابي نعيم تصانيف في الفقه وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء، وقال حمزة بن يوسف السهمي في تارخ جرجان:
عبد الملك بن محمد بن عدي بن زيد الاستراباذي سكن جرجان وكان مقدما في الفقه والحديث وكانت الرحلة إليه في أيامه، روى عن أهل العراق والشام ومصر والثغور، ومولده سنة 242، وتوفي باستراباذ في ذي الحجز سنة 323، ومنها أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك الجرجاني الحافظ المعروف بابن القطان أحد أئمة الحديث والمكثرين منه والجامعين له والرحالين فيه، رحل إلى دمشق ومصر، وله رحلتان أولاهما في سنة 297 والثانية في سنة 305، سمع الحديث بدمشق من محمد بن خزيم و عبد الصمد بن عبد الله بن أبي زيد وإبراهيم بن دحيم وأحمد بن عمير بن جوصا وغيرهم، وسمع بحمص هبيل بن محمد وأحمد بن أبي الأخيل وزيد بن عبد الله المهراني، وبمصر أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وبصيدا أبا محمد المعافى بن أبي كريمة، وبصور أحمد بن بشير بن حبيب الصوري، وبالكوفة أبا العباس بن عقدة ومحمد بن الحصين بن حفص، وبالبصرة أبا خليفة الجمحي، وبالعسكر عبدان الأهوازي،
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»