أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ٢٦٠
في دار مروان وقد هيء لكل إنسان مجلس فهيئ لمالك مجلسه الذي له فقال له أبو يوسف: ما ترى في رجل حلف ألا يصلي نافلة أبدا قال يضرت ويحبس حتى يصلي قال فجاء هارون فقال له أبو يوسف: يا أمير المؤمنين إني سألت مالكا عن كذا وكذا فقال كذا فقال له هارون وترى ذلك يا أبا عبد الله؟ قال: لا قال أبو يوسف أليس أفتيتني بذلك؟ قال: بلى ولكن أبا يوسف رجل عراقي إن أفتيته بترك النافلة يفتي الناس بترك الفريضة وأنت لا أخافك على ذلك فلما خرج مالك خرج معه أبو يوسف يتوكأ عليه ومالك يقول له: ارجع حتى بلغه منزله.
مالك وأبو يوسف سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: سمعت أبا محمد الزهري يقول قدم هارون الرشيد المدينة فقعد في المسجد وقعد معه أبو يوسف وبعث إلى مالك بن أنس قال: فجعل أولاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلون أربعة أربعة فيقول هارون أفيهم هو فيقولون لم يجيء بعد حتى دخل مالك متوكئا على رجل من ولد أبي بكر وآخر من ولد على فلما نظر إليه هارون قال: إن الرجل ليعظمه أهل بلده قال فسلم وجلس فقال له هارون يا أبا عبد الله أجب يعقوب فيما يسألك عنه قال: يا أمير المؤمنين ليس من أهل العلم أنشدك بالله هل لرسول الله صلى صلى الله عليه وسلم وقف يأخذ منه فيجعله حيث أراد الله قال هارون: نعم قال: فأنشدك الله هل لعمر وقف قال اللهم نعم قال فهذا يزعم أن الوقف باطل فالتفت هارون إلى أبي يوسف مغضبا فقال ما تقول قال: كان صاحبنا لا يراه وأنا أراه قال فقال له مالك: ما تقول في الإمام يجهر بعرفة أو يخافت؟ قال فقال أبو يوسف: يجهر قال أسأل الله ألا
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»