أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ٣٦
((بلال وداود ابن هند)) أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن محمد بن أيوب عن عقيل قال: أمر بلال بن أبي بردة داود بن أبي هند أن يحضره عند تقدم الخصوم إليه فان حكم بخطأ رمي بحصاة ليرجع وكان داود يفعل فإذا أخطأ رمى بحصاة ليرجع بلال عن خطئه وينظر حتى يصيب فتقدم إليه مولى له ينازع رجلا فحكم لمولاه ظلما فرمى داود بحصاة فلم يرجع ثم عاد فرمى بحصاة حتى رمى بحصياته فقال له بلال: قد فهمت ما تريد ولكن ليس هذا مما يرمي له بالحصى هذا مولاي.
((بلال وقضية شفعه)) ويقال: قدم عليه رجل بكتاب شفاعة من بعض أصحاب خالد فحكم له على رجل بأرض واسعة ينتزعها من يد الرجل ظلما فمكثت في يد الشفيع عليه زمنا ثم أتى بلالا فقال: خذها لي بغلاتها؛ فقال: أما ترضى أن آخذ لك منه الأرض بغير حق ثبت لك عليه حتى تطالبه بغلاتها فانتزعها من يده وردها على الأول.
((جور بلال في الحكومة)) وقال أبو عبيدة: لما ولى خالد بلال بن أبي بردة القضاء جعل بلال ينفذ أقضيته إلى سعد بن حيان اليحمدى؛ قال: وكان بلال ظلوما ما يبالي ما صنع في الحكم وغيره.
قالوا وقدم رسول لخالد على بلال يريد السند فنظر الرسول إلى رجل قاعد قبالة دار بلال في ظل وعليه مظلة فأقبل على بلال فقال: أما ترى الرجل الجالس في الظل وعليه مظلة؟ قال: بلى. قال: فاني أحب أن تأمر بحبسه فأقام في السجن لا يسمع منه شيء حتى قدم الرسول من السند؛ فقال لبلال: ما فعل الرجل المحبوس؟ قال: على حاله فأرسل إليه؛ فقال: علام حبستني أصلحك الله؟ قال: لا أدرى والله سل هذا؛ فقال للرجل: لم حبستني؟ قال لأنك في الظل وعليك مظلمة ((بلال يحبس في بيته دابتين)) أخبرنا أبو خالد المهلبي يزيد بن محمد؛ قال: حدثني أبي عن بعض شيوخنا؛ قال: كان لبلال بن أبي بردة وهو على البصرة برذون وبغل
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»