أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ١٧٥
فشاورهم؛ فقال له هلال: كأنهم عزلوك عن هذه الصكاك نفسها فوجهها إليهم فلما خرجوا قال لي: ما تقول؟ قال: قلت: عوذك الله وأهلك من رد كتب الخلفاء بما لا يستقيم خيرا قال: أجل وفقك الله اكتب يا غلام فكتب؛ ورد على كتاب أمير المؤمنين أعزه الله حزما ولم يكن القضاة يكتب إليها حزما وهذه الكتب كنت أوطئ أمير المؤمنين فيها العثرة وهي لقوم قبلي ولم أكن لأتقلد إثم ابطال حقوقهم والديوان ديوان أمير المؤمنين فإن أحب أن يرسل فيأخذها فذاك اليه فلما ورد الكتاب على ابن أبي دؤاد ظن أنه قد افترسه فادخل الكتاب إلى المعتصم فقال: كيف قد رأيت فراستي فيه؟ والله لوددت أن مكان كل شعرة منه قاض على بلد من البلدان.
((أحمد بن رباح)) ((مناظرة ابن رباح للمعتزلة)) ولى البصرة بعد الحسن بن عبد الله العنبري ومات العنبري في المحرم سنة ثلاث وعشرين ومائتين ليومين مضيا منه وولى بعده أحمد بن رياح ثم ضمت اليه الصلاة والمظالم وغرف الحريم شكته المعتزلة وقد ولى غير واحد منهم الأمانة فأمر بالشخوص ليتناظر خصماه من المعتزلة فشخص وشخص معه وجوه أهل البصرة منهم أبو الربيع الزهراني وحسين بن محمد الذارع وخليفة بن خياط وغيرهم فجمع الواثق بالله بينهم وكان أحمد بن أبي دؤاد أكثرهم له خصومة ابن رياح فلم يتعلقوا عليه بشيء ولم تستبن عليه حجة فقالوا: إنه مضروب بالسياط فأمر أن ينظر اليه فقال: والله لا يوصل إلى ذلك الا على المغتسل أو كلاما نحوه.
فحدثني جعفر بن محمد بن الفرج عبد الله بن محمد بن سليمان الزينبي قال: قال الواثق لأحمد بن أبي دؤاد: يا أحمد لم تولى قضاءنا من لا يذهب مذهبنا؟ فقال له أحمد: يا أمير المؤمنين أنت تعلم أن التحقق في أمرنا لا نرى أن يكلمنا فرده قاضيا.
وشكا تحامل جعفر بن القاسم عليه فعزله ووجه معه راشد المغرانى ليكون له
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»