أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ١٤١
ووالله لئن وليته لافتضحن قال: قال: فهناك الله ماولاك ركبت البغلة الشهباء وتساندت إلى الأسطوانة ووضعت إحدى رجليك على الأخرى وقلت: قال أبو حنيفة وقال زفر طلبا لهاذا الأمر وقد بلغته فهناك الله قال: يا أبه أنا أعلم بنفسي والله لئن وليت لافتضحن فقال: يا بنى أعوذ بالله من الفضيحة والله ما قلت لك ما قلت إلا مازحا فأما إذا كان هذا منك الجد فسأبلغ جهدي إن شاء الله قال صقر: فوالله إني لعند محمد بن منصور وهو يلقى الباب بوجهه إذ قال: هذا المخزومي فدخل عليه فقال: استأذن لي على الأمير فقال: إن الأمير يريد الدخول فقال: والله إن مؤنتى عليه لخفيفة فتذمم منه وقام فاستأذن له فأذن له فقال: اصلح لله الأمير إن لنا أنك وليته القضاء وإني لأعلم أنك لم ترد إلا خيرا وقد حلف لي أنه لا يضبط ما وليته ولئن تممت على رأيك فيه ليفتضحن فانى رأيت ألا تهتك أستارنا فافعل فقال: والله ما أردت إلا تشريفكم ورفعكم فإذا كان هذا رأيك ورأي ابنك قد أعفيته قال عبد الواحد فكر عليه فالتزمه فقبله قال عبد الواحد فأقام شيئا يسيرا.
وكان هو يكتب شهادة الشهود بيده فيكتب ما يملى عليه ثم يسأل هو عن الشهود بنفسه ويقول: إن الذراع لا يكون إلا الشهادة القاطعة حتى ربما اضطروا الشاهد إلى أن يحور شهادته.
((أول حنفي ولى قضاء البصرة)) ثم استعفى فأعفى؛ قال عبد الواحد: فحدثني خلف بن عمرو أخو رياح العنسي قال: كنت أبالغ في أمر من الأمور إلى القضاء فنازعت فيه إلى ثلاثة كلهم يعزل قبل أن يقطعه وكنت أشاور فيه المخزومي وكان به عالما فلما ولى نازعت إليه فيه قال: فوالله أنه لجالس يوما ينظر بين الخصوم إذ نظر إلى قائما فصاح فأتيته؛ فقال: أوه قد عزل ثلاثة من القضاة قبل أن يقطعوا أمرك وقد ضرب إلى فيه والله إني لأرجو أن أعزل قبل أن ينقطع على يدي؛ قال: فوالله ما أتى عليه إلا أسبوع حتى عزله وما قطعه.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»