سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٣٣٢
والتسليم، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إنه على عرشه " (1).
وقال: إنما سمي الزنديق زنديقا، لأنه وزن دق الكلام بمخبول عقله وقياس هوى طبعه، وترك الأثر والاقتداء بالسنة، وتأول القرآن بالهوى، فسبحان من لا تكيفه الأوهام، في كلام نحو هذا.
قال أبو نعيم في " الحلية ": حدثنا أبي، حدثنا أبو بكر الجوربي، سمعت سهل بن عبد الله يقول: أصولنا ستة: التمسك بالقرآن، والاقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكف الأذى [واجتناب الآثام]، والتوبة، وأداء الحقوق (2).
عن سهل: من تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق، ومن اشتغل بالفضول حرم الورع، ومن ظن ظن السوء حرم اليقين، ومن حرم هذه الثلاثة هلك (3).
وعنه قال: من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله، وأن لا يغتابوا، ولا يغتاب عندهم، وأن لا يشبعوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، ولا يمزحون أصلا (4).
قال ابن سالم الزاهد، شيخ البصرة: قال عبد الرحمن لسهل بن عبد الله: إني أتوضأ فيسيل الماء من يدي، فيصير قضبان ذهب، فقال:

(1) أخرجه أبو داود (4776) في السنة: باب في الجهمية من طريق جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده.... وفيه " إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته " وجبير ابن محمد لم يوثقه غير ابن حبان، وأخرجه أبو داود (4732) من حديث العباس بن عبد المطلب وفيه: " ثم الله تبارك وتعالى فوق ذلك ". وفي سنده عبد الله بن عميرة وهو مجهول.
(2) حلية الأولياء: 10 / 190، والزيادة منه.
(3) المصدر السابق: 10 / 196، وزاد: " وهو مثبت في ديوان الأعداء ".
(4) كيف؟ وأول الصديقين، وأفضل الخلق على الاطلاق - صلى الله عليه وسلم - كان يمزح، كما جاء في غير ما حديث عنه، لكنه كان يمزح ولا يقول إلا حقا.
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»