سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٣٣١
الرجل الحديث؟ قال: حتى يموت، ويصب باقي حبره في قبره.
أخبرنا أبو علي بن الخلال (1): أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري، أخبرنا عبد الرحمن بنيسابور، حدثنا الحسن ابن أحمد الأديب بتستر، حدثنا علي بن الحسين الدقيقي، سمعت سهل بن عبد الله يقول: من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث، فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة.
وقيل: إن سهل بن عبد الله أتى أبا داود، فقال: أخرج لي لسانك هذا الذي حدثت به أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبله. فأخرجه له.
ومن كلام سهل: لا معين إلا الله، ولا دليل إلا رسول الله، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا الصبر عليه.
وعنه قال: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصر هالك.
وعنه قال: الجوع سر الله في أرضه، لا يودعه عند من يذيعه.
قال إسماعيل بن علي الأبلي: سمعت سهل بن عبد الله بالبصرة في سنة ثمانين ومئتين يقول: العقل وحده لا يدل على قديم أزلي فوق عرش محدث، نصبه الحق دلالة وعلما لنا، لتهتدي القلوب به إليه ولا تتجاوزه، ولم يكلف القلوب علم ماهية هويته، فلا كيف لاستوائه عليه، ولا يجوز أن يقال: كيف الاستواء لمن أوجد الاستواء؟ وإنما على المؤمن الرضى

(1) تقدمت الإشارة إليه في الصفحة، (85)، ت: 2، عن " مشيخة " المؤلف.
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»