سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٢١
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار، وخرج إلى المغرب، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا.
قال علي بن المديني: كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري.
وقال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول: إنما لم يذكر مالك عكرمة - يعني في " الموطأ " قال: لان عكرمة كان ينتحل رأي الصفرية.
وروى عمر بن قيس المكي، عن عطاء قال: كان عكرمة إباضيا (1).
وعن أبي مريم قال: كان عكرمة بيهسيا (2).
وقال إبراهيم الجوزجاني: سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة، أكان يرى رأي الأباضية؟ فقال: يقال: إنه كان صفريا، قلت: أتى البربر؟ قال:
نعم، وأتى خراسان يطوف على الامراء يأخذ منهم (3).
وقال علي بن المديني: حكي عن يعقوب الحضرمي، عن جده قال:

(1) هم أتباع عبد الله بن إباض من بني مرة بن عبيد بن تميم خرج في دولة بني أمية، نقل عن الشهرستاني في " الملل والنحل " 1 / 134 قوله: إن مخالفينا من أهل القبلة كفار غير مشركين، ومناكحتهم جائزة، وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم عند الحرب حلال، وما سواه حرام، وحرام قتلهم وسبيهم في السر غيلة إلا بعد نصب القتال، وإقامة الحجة، ولا تزال بقية من هؤلاء في بلاد الجزائر، وقد طول الزركلي في أعلامه في ترجمة عبد الله بن إباض، فراجعه.
(2) فرقة من الصفرية أصحاب أبي بيهس هيصم بن جابر الضبعي رأس الفرقة البيهسية من الخوارج، وقد كان الحجاج طلبه أيام الوليد، فهرب إلى المدينة، فطلبه بها عثمان بن حيان المري، فظفر به، وحبسه، ثم قتله بأمر من الوليد سنة 94 ه‍. والأباضية والصفرية والبيهسية من الأزارقة انظر " الملل والنحل " 1 / 125، 127.
(3) قبوله لجوائز الإماء لا يمنع من قبول روايته، فابن شهاب الزهري كان في ذلك أشهر من عكرمة، ومع ذلك، فلم يترك أحد الرواية عنه بسبب ذلك.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»