سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٢٩
وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
قال الليث: بدأ عمر بن عبد العزيز بأهل بيته، فأخذ ما بأيديهم، وسمى أموالهم مظالم، ففزعت بنو أمية إلى عمته فاطمة بنت مروان، فأرسلت إليه: إني قد عناني أمر، فأتته ليلا، فأنزلها عن دابتها، فلما أخذت مجلسها قال: يا عمة! أنت أولى بالكلام، قالت: تكلم يا أمير المؤمنين، قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة، ولم يبعثه عذابا، واختار له ما عنده، فترك لهم نهرا، شربهم سواء، ثم قام أبو بكر فترك النهر على حاله، ثم عمر، فعمل عمل صاحبه، ثم لم يزل النهر يشتق منه يزيد ومروان وعبد الملك، والوليد وسليمان، حتى أفضى الامر إلي، وقد يبس النهر الأعظم، ولن يروي أهله حتى يعود إلى ما كان عليه، فقالت: حسبك، فلست بذاكرة لك شيئا، ورجعت فأبلغتهم كلامه.
وعن ميمون بن مهران، سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لو أقمت فيكم خمسين عاما ما استكملت فيكم العدل، إني لأريد الامر من أمر العامة،

(١) أخرجه أبو داود (٢٩٧٢) في الخراج والامارة: باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، ورجاله ثقات. وقال ياقوت في " معجم البلدان ": فكانت في أيدي ولد فاطمة أيام عمر بن عبد العزيز، فلما ولي يزيد بن عبد الملك، قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبو العباس السفاح الخلافة، فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فكان هو القيم عليها يفرقها في بني علي ابن أبي طالب، فلما ولي المنصور، وخرج عليه بنو الحسن، قبضها عنهم، فلما ولي المهدي بن منصور الخلافة، أعادها عليهم، ثم قبضها موسى الهادي ومن بعده إلى أيام المأمون، فجاءه رسول بني علي بن أبي طالب، فطالب بها، فأمر أن يسجل لهم بها، فكتب السجل، وقرئ على المأمون، فقام دعبل الشاعر وأنشد:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشم فدكا وانظر البخاري ٧ / ٣٧٧ في المغازي: باب غزوة خيبر، وفي الجهاد: باب فرض الخمس، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الفرائض: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة " ومسلم (١٧٥٩) في الجهاد والسير: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة ".
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»