سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٢٧
فلولا التقى ثم النهى خشية الردى * لعاصيت في حب الصبى كل زاجر قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى * له صبوة أخرى الليالي الغوابر لا قوة إلا بالله.
سفيان بن وكيع: حدثنا ابن عيينة، عن عمر بن ذر أن مولى لعمر بن عبد العزيز قال له بعد جنازة سليمان: مالي أراك مغتما؟ قال: لمثل ما أنا فيه فليغتم، ليس أحد من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتب إلي فيه، ولا طالبه مني.
قال عبيد الله بن عمر: خطبهم عمر، فقال: لست بخير أحد منكم، ولكني أثقلكم حملا.
أيوب بن سويد: حدثنا يونس، عن الزهري قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم ليكتب إليه بسيرة عمر في الصدقات، فكتب إليه بذلك، وكتب إليه: إنك إن عملت بمثل عمل عمر في زمانه ورجاله في مثل زمانك ورجالك، كنت عند الله خيرا من عمر.
قلت: هذا كلام عجيب، أنى يكون خيرا من عمر؟ حاشى وكلا، ولكن هذا القول محمول على المبالغة، وأين عز الدين بإسلام عمر؟ وأين شهوده بدرا؟ وأين فرق الشيطان من عمر؟ وأين فتوحات عمر شرقا وغربا؟ وقد جعل الله لكل شئ قدرا.
حماد بن زيد، عن أبي هاشم أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، فإذا رجلان يختصمان وأنت بين يديه، فقال لك: يا عمر! إذا عملت فاعمل بعمل هذين، فاستحلفه بالله لرأيت؟ فحلف له، فبكى.
قال ميمون بن مهران: إن الله كان يتعاهد الناس بنبي بعد نبي، وإن الله تعاهد الناس بعمر بن عبد العزيز.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»