سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة مقدمة الكتاب ٧١
الأذكياء المعدودين والحفاظ المبرزين (1) ". وقال تلميذه عماد الدين بن كثير المتوفى سنة 774 ه‍: " الشيخ الحافظ الكبير مؤرخ الاسلام وشيخ المحدثين.. وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه (2) ". وحينما قدم العلامة أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الكريم الموصلي الأصل الأطرابلسي (3) إلى دمشق سنة 734 ه‍ ودرس على الذهبي في تلك السنة قال فيه:
ما زلت بالسمع أهواكم وما ذكرت * أخباركم قط إلا ملت من طرب وليس من عجب أن ملت نحوكم * فالناس بالطبع قد مالوا إلى الذهب (4) ووصفه الحافظ ابن ناصر الدين المتوفى سنة 842 ه‍ بأنه " الحافظ الهمام مفيد الشام، ومؤرخ الاسلام (5) ". وقال ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 ه‍ " قرأت بخط البدر النابلسي في مشيخته: كان علامة زمانه في الرجال وأحوالهم حديد الفهم ثاقب الذهب وشهرته تغني عن الاطناب فيه (6) ".
وقال بدر الدين العيني المتوفى سنة 855 ه‍: " الشيخ الامام العالم العلامة الحافظ المؤرخ شيخ المحدثين (7) ". وذكره سبط ابن حجر المتوفى سنة 899 ه‍ في " رونق الألفاظ " وبالغ في الاطناب فيه، وقال: " الشيخ الامام العالم العلامة حافظ الوقت الذي صار هذا اللقب علما عليه.. فلله دره من إمام محدث.. فكم دخل في جميع الفنون وخرج وصحح، وعدل وجرح، وأتقن هذه الصناعة..
فهو الامام سيد الحفاظ إمام المحدثين قدوة الناقدين ". وقال في موضع آخر:

(١) المصدر نفسه ص ٣٦ (٢) " البداية والنهاية " ١٤ / ٢٢٥ (٣) توفي سنة ٧٧٤ ه‍ وقد ترجمه ابن حجر في " الدرر " ٤ / ٣٠٦ ٣٠٧ (٤) ابن ناصر الدين: " الرد الوافر " ص ٣١ ٣٢ (٥) المصدر نفسه، ص ٣١ (٦) الدرر، 3 / 427 (7) " عقد الجمان " ورقة 37 (نسخة أحمد الثالث 2911)
(مقدمة الكتاب ٧١)