سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٤٢٠
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " تقتله الفئة الباغية " فدخل عمرو على معاوية فقال: " قتل عمار، فقال: قتل عمار فماذا؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " تقتله الفئة الباغية ". قال دحضت في بولك أو نحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه الذين ألقوه بين رماحنا، أو قال: بين سيوفنا (1).
شعبة: عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن أبي قتادة أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لعمار: " تقتلك الفئة الباغية (2) ".
أبو عوانة في " مسنده " وأبو يعلى من حديث أحمد بن محمد الباهلي:
حدثنا يحيى بن عيسى، حدثنا الأعمش، حدثنا زيد بن وهب أن عمارا قال لعثمان: حملت قريشا على رقاب الناس. عدوا علي، فضربوني، فغضب عثمان ثم قال: مالي ولقريش؟ عدوا على رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فضربوه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: " تقتلك الفئة الباغية، وقاتله في

(1) إسناده صحيح، وأخرجه عبد الرزاق (20427)، ومن طريقه أخرجه أحمد 4 / 199، وانظر " مجمع الزوائد " 7 / 242، و 9 / 297. ودحضت في بولك: أي زللت وزلقت.
وهذه مغالطة من معاوية، غفر الله له. وقد رد عليه علي، رضي الله عنه، بأن محمدا، صلى الله عليه وسلم، إذا قتل حمزة حين أخرجه.
قال ابن دحية: هذا من علي إلزام مفحم لا جواب عنه، وحجة لا اعتراض عليها. ونقل المناوي في " فيض القدير " 6 / 336، قول عبد القاهر الجرجاني في كتاب " الإمامة ": أجمع فقهاء الحجاز، والعراق من فريقي الحديث والرأي منهم مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، والأوزاعي، والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين أن عليا مصيب في قتاله لأهل صفين. كما هو مصيب في أهل الجمل. وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له، ولكن لا يكفرون ببغيهم. وقال القرطبي ص:
(6138):... فتقرر عند علماء المسلمين، وثبت بدليل الدين، أن عليا رضي الله عنه كان إماما، وأن كل من خرج عليه باغ، وأن قتاله - يعني الخارج - واجب حتى يفئ إلى الحق، وينقاد إلى الصلح.
(2) انظر تخريجه في الصفحة (419) التعليق رقم (1).
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»