سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٣٧٠
شديدة السواد، لويلة الشعر، عظيمة الثديين، قصيرة. فقالوا يحرضونها:
يا عز شدي شدة لا سواكها (1) * على خالد ألقي الخمار وشمري فإنك إن لا تقتلي المرء خالدا * تبوئي بذنب عاجل وتقصري فشد عليها خالد، فقتلها، وقال: ذهبت العزى فلا عزى بعد اليوم (2).
الزهري: عن عبد الرحمن بن أزهر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يتخلل الناس، يسأل عن رحل خالد، فدل عليه، فنظر إلى جرحه، وحسبت أنه نفث فيه (3).
وقال ابن عمر: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالدا إلى بني جذيمة، فقتل وأسر، فرفع النبي، صلى الله عليه وسلم، يديه وقال: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد " مرتين (4).
الواقدي: عن رجل، عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: لما قدم خالد بعد صنيعه ببني جذيمة، عاب عليه ابن عوف ما صنع، وقال: أخذت بأمر الجاهلية، قتلتهم بعمك الفاكه، قاتلك الله.

(1) أي ليس غيرك لها. وحذف من الهاء لامها، كما في قوله تعالى: (وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) والتقدير: كالوا لهم، ووزنوا لهم. وفي السيرة " لا شوى لها " وكذلك في " الطبري " 3 / 65.
(2) انظر شرح المواهب اللدنية 2 / 348، وابن هشام 2 / 436 - 437 و " الطبري " في تاريخه 3 / 65.
(3) أخرجه أحمد 4 / 88، 351 من طريق: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن أزهر... وإسناده صحيح.
(4) أخرجه أحمد 2 / 151، والبخاري (4339) في المغازي: باب بعث النبي، صلى الله عليه وسلم، خالدا إلى بني جذيمة، و (7189) في الاحكام: باب إذا قضى الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم فهو رد، والنسائي 8 / 236 في القضاء: باب إذا قضى الحاكم بغير حق، كلهم من طريق الزهري، عن سالم، عن أبيه...
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»