سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٢٧٥
الأوزاعي: عن يحيى بن أبي كثير: كان للنبي صلى الله عليه وسلم من سعد كل يوم جفنة تدور معه حيث دار، وكان سعد يقول: اللهم ارزقني مالا، فلا تصلح الفعال إلا بالمال (1).
أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت [والذين يرمون المحصنات] [النور: 14]. قال سعد سيد الأنصار: هكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار، ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم؟ قالوا: لا تلمه! فإنه غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا، ولا طلق امرأة قط، فاجترأ أحد يتزوجها. فقال سعد: يا رسول الله! والله لاعلم أنها حق، وأنها من الله، ولكني قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فلا آتي بهم حتى يقضي حاجته. الحديث (2).
وفي حديث الإفك: قالت عائشة: فقام سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية (3)، فقال: كلا والله لا تقتله ولا تقدر على ذلك (4).

(1) ضعيف لارساله. يحيى بن أبي كثير، على ثقته يدلس، ويرسل. وسيأتي في الصفحة التالية عن عروة فانظره هناك.
(2) أخرجه أحمد 1 / 238، والطيالسي 1 / 319 - 320، والطبري 18 / 82، وعباد بن منصور ضعيف.
وأخرجه بنحوه، من طريق آخر، دون سبب النزول، مسلم (1498) (16) في اللعان، من طريق سليمان بن بلال، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال سعد بن عبادة: يا رسول الله لو وجدت مع أهلي رجلا لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: نعم. قال: كلا، والذي بعثك بالحق: إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " اسمعوا إلى ما يقول صاحبكم. إنه لغيور، وأنا غير منه، والله أغير مني ".
(3) تحرفت في المطبوع إلى " الحملة " و " تقتله " إلى " نقبله ".
(4) جزء من حديث أخرجه البخاري (4141) في المغازي: باب حديث الإفك، و (4750) في التفسير: باب لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»