سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٨٢
ويروى من حديث ابن عباس وأبي هريرة قوله عليه السلام: " لئن ظفرت بقريش، لأمثلن بسبعين منهم " فنزلت (وإن عاقبتم): الآية (1).
عبدان: أخبرنا عيسى بن عبيد الكندي، حدثني ربيع بن أنس، حدثني أبو العالية، عن أبي بن كعب أنه أصيب من الأنصار يوم أحد سبعون. قال:
فمثلوا بقتلاهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما من الدهر، لنربين عليهم. فلما كان يوم فتح مكة، نادى رجل لا يعرف: لا قريش بعد اليوم!
مرتين. فأنزل الله على نبيه (وإن عاقبتم)، الآية. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم،: " كفوا عن القوم " (2).

(١) أخرجه الحاكم ٣ / ١٩٧ من طريق: خالد بن خداش، عن صالح المري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، نظر يوم أحد إلى حمزة، وقد قتل ومثل به، فرأى منظرا لم ير منظرا قط أوجع لقلبه منه، ولا أوجل. فقال: رحمة الله عليك، قد كنت وصولا للرحم، فعولا للخيرات. ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تجئ من أفواه شتى، ثم حلف، وهو واقف مكانه، والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك. فنزل القرآن وهو واقف في مكانه، لم يبرح: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين.) حتى ختم السورة. وكفر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن يمينه، وأمسك عماد أراد.
وإسناده ضعيف لضعف صالح المري، وبه أعله الذهبي. وذكره ابن كثير في " تفسيره ": 2 / 592 من طريق البزار وضعفه بصالح أيضا. وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 135 ونسبه إلى ابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في " الدلائل ".
ثم إن متن الحديث معل بما قاله ابن كثير في " سيرته " 2 / 79 من أن هذه الآية مكية، وقصة أحد بعد الهجرة بثلاث سنين، فكيف يلتئم هذا؟.
أما خبر ابن عباس فقد ذكره السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 135 ونسبه إلى ابن المنذر والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في " الدلائل ".
(2) إسناده حسن. وأخرجه أحمد 5 / 135، والترمذي (3128) في " التفسير ": باب ومن سورة النمل. وقال: حديث حسن غريب من حديث أبي بن كعب. والحاكم 2 / 359 وابن حبان (1695). وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 135 وزاد نسبته إلى النسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في " الدلائل ".
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»