سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٦٥
أزج (1)، ثم أمر إنسانا أن يطرحه عليه، فطرحه عليه، فقتله، وكان قد كره الحياة لما كان يهول عليه ويرى في منامه.
قال ابن قتيبة: حدثنا محمد بن عتبة، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه أن الزبير ترك من العروض بخمسين ألف ألف درهم، ومن العين خمسين ألف ألف درهم (2). كذا هذه الرواية. وقال ابن عيينة: عن هشام، عن أبيه قال:
اقتسم مال الزبير على أربعين ألف ألف (3).
أبو أسامة: أخبرني هشام بن عروة، عن أبيه عن ابن الزبير قال: لما وقف الزبير يوم الجمل، دعاني، فقمت إلى جنبه، فقال: يا بني! إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما، وإن من أكبر همي لديني، أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئا؟ يا بني! بع ما لنا، فاقض ديني، فأوصي بالثلث وثلث الثلث إلى عبد الله، فإن فضل من مالنا بعد قضاء الدين شئ، فثلث لولدك (4).
قال هشام: وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعباد، وله يومئذ تسع بنات، قال عبد الله: فجعل يوصيني بدينه، ويقول: يا بني! إن عجزت عن شئ منه، فاستعن بمولاي، قال: فوالله ما دريت ما عنى

(1) الأزج: بيت يبنى طولا. وأزجته تأزيجا: إذا بنيته. ويقال: الأزج: السقف والجمع:
آزاج. مثل سبب وأسباب.
(2) رجاله ثقات.
(3) رجاله ثقات. وأخرجه الحاكم 3 / 361، وابن سعد 3 / 1 / 77 من طريق: عبد الله بن مسلمة ابن قعنب، عن سفيان بن عيينة، قال: اقتسم... وأخرجه الحاكم 3 / 361 من طريق: محمد بن إسحاق، حدثنا قتيبة بن سعيد، عن سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، قال: اقتسم...
(4) كذا الأصل، ولفظه في " الطبقات ": يا بني بع ما لنا، واقض ديني، وأوص بالثلث فإن فضل من ما لنا من بعد قضاء الدين شئ فثلثه لولدك. ورجاله ثقات.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»