سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٧
يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال، وإني أنذركموه " فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي " قالوا: يا رسول الله صلى الله عليك وسلم! كيف قلوبنا يومئذ؟ أمثلها اليوم؟ قال:
" أو خير " (1).
أخرجه الترمذي عن عبد الله الجمحي فوافقناه بعلو. وقال: وفي الباب عن عبد الله بن بسر وغيره. وهذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة رضي الله عنه.
قال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة فقال: كان رجلا نحيفا، معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالا، أحنى (2)، أثرم (3) الثنيتين (4) وأخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن صالح، عن يزيد بن رومان قال:
انطلق ابن مظعون، وعبيدة بن الحارث، و عبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة

(1) أخرجه أحمد 1 / 195 مختصرا، وأبو داود (4756) في السنة: باب في الدجال، والترمذي (2235) في الفتن: باب ما جاء في الدجال. ورجاله ثقات، إلا أن عبد الله بن سراقة لم يسمع من أبي عبيدة. وقال أبو عيسى: وفي الباب عن عبد الله بن بسر، و عبد الله بن الحارث بن جزء، وعبد الله بن مغفل، وأبي هريرة، وهذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح لا نعرفه إلا من حديث خالد الحذاء. وقال البخاري: عبد الله بن سراقة لم يسمع من أبي عبيدة بن الجراح.
(2) الرجل الأحنى: فيه انعطاف الكاهل نحو الصدر مع انحناء من الكبر وغيرها محقق المطبوع إلى " أجنأ " نقلا عن ابن سعد، وقال: الكلمتان بمعنى.
(3) الأثرم: مكسور الأسنان.
(4) الخبر في " الطبقات " 3 / 1 / 303، والحاكم 3 / 264.
(٧)