الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٣٥
وهذه مصادر نفسية نادرة، فقد طبع " صحيح البخاري " لكن دون حواشي الدمياطي، وكذلك " إكمال " ابن ماكولا.
و ينقل أحيانا (2592) عن بعض مشايخه، ولا يسميه.
ومن مزايا هذه الحاشية المباركة اللطيفة: أن البرهان رحمه الله يكاد يكون قد استوفى ما عند الترمذي في " سننه " من كلامه على الرجال، حتى اضطرني ذك إلى استقراء " سنن الترمذي " واستخراج أقواله على بطاقات، ليتيسر العزو إليه.
وكذلك أكثر من نقل كلام النسائي في " سننه " على الرجال، فأسعفني في ذلك الفهرس الذي عمله شيخنا العلامة الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة حفظه الله تعالى، من جملة ما عمله من فهارس للسنن المذكورة، جزاه الله خيرا.
والحديث عن مصادره يستدعيني إلى الحديث عن عدة نقاط:
الأولى: تتعلق بكتاب " تهذيب الكمال ". كانت تمر بي حواش كثيرة تستريبني في كون الإمام السبط وقف على " تهذيب الكمال "، وحواش كثيرة يصرح فيها بالنقل المباشر عنه! وكنت أدفع الريب بقولي: بعيد جدا من مثله أن لا يكون عنده نسخة من الكتاب، نظرا إلى أهميته من جهة، ونظرا إلى مكانة الرجل من جهة أخرى، ونظرا إلى عمله ثالثا، ذلك أنه صاحب " نهاية السول " وهاتين الحاشيتين على " الميزان " و " الكاشف "، فمن يدخل في مثل هذه الأعمال العلمية يكون " تهذيب الكمال " من أوليات مصادره!.
ثم احتملت أن يكون عنده بعض أجزاء منه ينقل عنها مباشرة، وما لم يكن عنده كان ينقل عنها بواسطة " تذهيب التهذيب " للمصنف. وهذا كثير، من ذلك (1836، 1889)، وفي تعليقه على (394) نقل عن المزي بواسطة العلائي في " جامع التحصيل ".
ثم تأكد هذا الاحتمال بقول السبط نفسه في مقدمة " نهاية السول " وهو يعدد الدوافع التي حملته على تأليفه، قال: " أما بعد: فلما كان كتاب " تهذيب الكمال " لشيخ شيوخنا الحافظ الجهبذ جمال الدين أبي الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي: كتابا جليلا، مستوعبا طويلا، ليس ببلدتنا الآن منه نسخة، ولا يقدر على تحصيله إلى من بذل في ذلك جهده ووسعه.. "، فيكون قوله: " ليس ببلدتنا الآن منه نسخة " أي: كاملة.
ورأيته اتفاقا لا على سبيل التتبع ينقل في " نهاية السول " عن " تهذيب الكمال " بواسطة " تذهيبه ".
من ذلك: قوله في ترجمة وقاص بن ربيعة العنسي ص 832 من المخطوطة: " ذكره ابن حبان في " الثقات ". كذا في " تهذيب " الذهبي، والظاهر أنه في أصله " أي: " تهذيب الكمال "، وهو كذلك فيه 3 / 1463، " التذهيب " 4: 131 / آ، و " الثقات " 5: 496، ولو كشف عنه في " الثقات " أو في " ترتيب الثقات " لشيخه الهيثمي لأتى باليقين بدل الظن، وهما من مصادره المباشرة!.
وقال أيضا في ترجمة ابن سفينة ص 968: " عن أم سلمة، وعنه عمر بن كثير بن أفلح، ولسفينة من
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست