تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٦١
وكان على رجالة أهل دمشق، وداره بدرب الشعارين، وولاه معاوية اليمن، وكانت له بها آثار غير محمودة، وقيل: إنه خرف قبل موته.
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الخامسة، قال: وأمه بنت الأبرص بن الحليس بن سيار، قال: فولد بسر الوليد لام ولد.
قال محمد بن عمر (1): قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبسر صغير، ولم يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا في روايتنا. قال (2): وفي غير رواية محمد بن عمر: أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وأدركه وروى عنه.
وقال أبو سعيد بن يونس: بسر بن أبي أرطاة يكنى أبا عبد الرحمان، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر، واختط بها، وكان من شيعة معاوية بن أبي سفيان، وشهد مع معاوية صفين، وكان معاوية وجهه إلى اليمن والحجاز، في أول سنة أربعين، وأمره أن يتقرى (3) من كان في طاعة علي فيوقع بهم، ففعل بمكة والمدينة واليمن أفعالا قبيحة. وقد ولي البحر لمعاوية، وكان قد وسوس في آخر أيامه، فكان إذا لقي إنسانا قال: أين شيخي؟ أين عثمان؟ ويسل سيفه، فلما رأوا ذلك، جعلوا له في جفنه سيفا من خشب، وكان إذا ضرب به لم يضر. حدث عنه أهل مصر. وأهل الشام. وتوفي الشام في آخر أيام معاوية، وله عقب ببغداد والشام.

(1) هو الواقدي.
(2) ابن سعد.
(3) يتقرى: يتتبع.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»