تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٣١١
أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا مسعر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، قال:
" خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم - زاد ابن المذهب: " وهو متوكئ على عصا " - ثم اتفقا - فقمنا إليه، فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم، يعظم بعضهم بعضا، فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا، فقال: اللهم اغفر لنا، وارحمنا، وارض عنا، وتقبل منا، وأدخلنا الجنة، ونجنا من النار، وأصلح لنا شأننا كله، فكأنا اشتهينا أن يزيدنا، فقال: قد جمعت لكم الامر " (1).
وأخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل ابن الدرجي، قالا: أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني كتابة من أصبهان قال: أخبرنا أبو علي الحداد.
وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري، قال: وأنبأنا أيضا أبو

(١) قال شعيب: هو في المسند: ٥ / ٢٥٣، وأخرجه أبو داود (٥٢٣٠) من طريق ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير، به، وفي سنده ضعيف ومجهول. وأخرجه ابن ماجة (٣٨٣٦) من طريق علي بن محمد عن وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة، وأبو مرزوق لين كما في " التقريب ".
لكن يشهد لصدره حديث جابر عند مسلم (٤١٣) مرفوعا وفيه: " إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود "، وحديث معاوية عند أبي داود (٥٢٢٩) والترمذي (٢٧٥٦) مرفوعا:
" من أحب أن يمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار "، وإسناده صحيح، وقد فسر ابن الأثير قوله:
يمثل، فقال: " مثل الناس للأمير قياما، إذا قاموا بين يديه وعن جانبيه وهو جالس، نهي لان الباعث عليه الكبر وإذلال الناس ". وأخرج أحمد (٣ / ١٣٢) والبخاري في الأدب المفرد (946)، والترمذي (2755) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: " ما كان شخص في الدنيا أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا لا يقومون له، لما يعلمون من كراهيته لذلك "، وصححه الترمذي والضياء المقدسي في " المختارة "، وهو كما قالا.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»