تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٥
الرحمان بن الأسود، يصلي كل يوم سبع مئة ركعة، وكانوا يقولون: إنه أقل أهل بيته اجتهادا. قال: ولقد بلغني أنه صار عظما وجلدا، وكانوا:
يسمون آل الأسود: من أهل الجنة.
قال محمد بن سعد (1): كان ثقة، وله أحاديث صالحة، أخبرنا محمد بن عمر، عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، قال: توفي الأسود بن يزيد بالكوفة سنة خمس وسبعين (2).
وقال غيره: مات سنة أربع وسبعين (3).
روى له الجماعة (4).

(١) نفسه.
(٢) ومثل هذا ذكر البخاري عن أبي نعيم الفضل بن دكين (تاريخه الكبير: ١ / ١ / ٤٤٩، والصغير: ٧٧)، وقال الذهبي: " قد نقل العلماء في وفاة الأسود أقوالا، أرجحها سنة خمس وسبعين " (سير: ٤ / ٥٣).
(٣) وذكر ابن أبي خيثمة أنه حج مع أبي بكر وعمر وعثمان. وقال عمارة بن عمير: ما كان الأسود إلا راهبا من الرهبان. وقالت عائشة: ما بالعراق رجل أكرم علي من الأسود، وقال له ابن الزبير: حدثنا عن عائشة فإنها كانت تفضي إليك (إكمال مغلطاي: ١ / الورقة: ١٢٨)، وقال العجلي: كوفي جاهلي ثقة رجل صالح (الثقات، الورقة: ٥). وروى شعبة عن ابن حصين، قال: " أوصى عبيدة السلماني أن يصلي عليه الأسود بن يزيد " (المعرفة ليعقوب: ١ / ٢١٩، ٢ / ١١٢). وروى حنش بن الحارث النخعي، قال: رأيت الأسود بن يزيد وقد ذهبت احدى عينيه من الصوم " (طبقات ابن سعد: ٦ / ٤٧، والمعرفة ٢ / ٥٥٩، وعنه أبو نعيم في الحلية:
٢ / ١٠٤). وعنه أيضا: " كان الأسود يصوم في السفر حتى يتغير لونه من العطش في اليوم الحار، ونحن يشرب أحدنا مرارا قبل أن يفرغ من راحلته في رمضان " (طبقات ابن سعد: ٦ / ٤٧ والمعرفة: ٢ / ٥٥٩). وعنه أيضا، عن زياد النخعي، قال: " سافرت مع الأسود إلى مكة، فكان إذا حضر وقت الصلاة نزل على أي حال كان عليه، وإن كان على حزونة (يعني مكان خشن) نزل فصلى، وإن كان يد ناقته في صعود أو هبوط أناخ ولم ينتظر " (ابن سعد: ٦ / ٤٧ والمعرفة: ٢ / ٥٥٩ - ٥٦٠)، وله مناقب كثيرة أفاض بها ابن سعد فراجعه إن شئت، فقد كان من محاسن الدنيا (وانظر المعارف لابن قتيبة: 432، وتواريخ الذهبي، وثقات ابن حبان (1 / الورقة: 37) والمشاهير (100). وقد ذكرته بعض كتب الصحابة لادراكه عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
(4) آخر الجزء الخامس عشر من الأصل، وكتب ابن المهندس في نهايته: " بلغ مقابلة بالأصل بخط مصنفه ".
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»