تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٢
(500) - بخ قدس: الأسود بن سريع بن حمير (1) بن عبادة بن النزال، ابن مرة بن عبيد التميمي، أبو عبد الله السعدي المنقري، من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، ثم من بني منقر (2).
له صحبة، غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع غزوات، ونزل البصرة، وكان شاعرا محسنا قاصا، وهو أول من قص في مسجد البصرة (3).
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم (بخ قد س).
روى عنه: الأحنف بن قيس التميمي (قد)، والحسن البصري، (س)، وعبد الرحمان بن أبي بكرة (بخ).
قال أبو عبد الله بن مندة: ولا يصح سماعهما منه، توفي أيام الجمل سنة اثنتين وأربعين (4).

(1) في طبقات ابن سعد (7 / 1 / 28): " حميري "، وهو مقيد في مشاهير ابن حبان (38)، " حمير ".
(2) ذكر ابن حبان في الثقات أنه ابن عم الأحنف بن قيس (3 / 8).
(3) قارن ابن سعد (7 / 1 / 28)، ومعجم الطبراني الكبير (1 / 259 - 260). والإصابة لابن حجر (1 / 44 - 45).
(4) كذا قال، وتبعه الذهبي على هذا الكلام، وفيه ارتباك، فإن وقعة الجمل كانت سنة 36 بلا خلاف، وقد قال البخاري: إنه توفي سنة 42 ثم قال بعد ذلك: " قال علي (ابن المديني): قتل أيام الجمل " (تاريخه الكبير: 1 / 1 / 446 والصغير: 49 " فكأنه خلط القولين، والله أعلم. ونقل يعقوب بن سفيان قول علي ابن المديني: " الأسود بن سريع قبل أيام الجمل، وإنما قدم الحسن البصرة بعد ذلك " (المعرفة: 2 / 54)، وقال ابن حبان في الثقات: " ومات الأسود بن سريع بعد يوم الجمل سنة ست وثلاثين، وقد قيل إنه بقي إلى بعد الأربعين، والذي حكم به علي ابن المديني أنه قتل يوم الجمل، وكان ينفي أن يكون الحسن سمع منه " (3 / 8) وقال في المشاهير: " مات يوم الجمل سنة ست وثلاثين، وقد قيل: إنه بقي إلى ولاية معاوية بن أبي سفيان ". (ص: 38).
وروى ابن زبر الربعي الدمشقي عن أبيه، عن أحمد بن زهير بن حرب، عن يحيى بن معين وأحمد ابن حنبل أنهما قالا بوفاته سنة 42 (موالد العلماء ووفياتهم، الورقة: 14)، وأورده أحمد بن زهير في تاريخه الكبير بما أورده ابن زبر، لكن قال: " كذا قالاه " بعد أن ذكره في كتابه " أخبار أهل البصرة " على ما نقل مغلطاي (1 / الورقة: 145). وحكى الباوردي في " معرفة الصحابة " عن الحسن البصري، قال: لما قتل عثمان ركب الأسود سفينة وحمل معه أهله وعياله فانطلق فما رئي بعد " (إكمال: 1 / الورقة: 125، وتهذيب ابن حجر: 1 / 339). وقال الحافظ ابن حجر: " وكل هذا يدل على أن الحسن وأقرانه لم يلحقوه " (تهذيب: 1 / 339).
قال بشار: مما مر يظهر ان ابن المديني وحده هو الذي نفى سماع الحسن منه وذكر وفاته " قبل الجمل " في رواية يعقوب، و " أيام الجمل " في رواية البخاري، و " يوم الجمل " في رواية ابن حبان، فأما انه قتل " يوم الجمل " فغير ثابت، لان المصادر لم تذكره من بين القتلى وهو صحابي معروف، ثم إن جمهرة من علماء الرجال ذكروا وفاته سنة 42 منهم: ابن معين، وابن حنبل، والبخاري في الرواية الرئيسة، وتابعهم جملة. يضاف إلى ذلك أن النسائي لم يخرج له إلا برواية الحسن عنه، وهما حديثان (الأطراف للمزي: 1 / 70). وخرج ابن حبان والحاكم في صحيحيهما حديثا من رواية الحسن عنه، وقال البخاري في تاريخه الكبير: " وقال لنا مسلم عن السري بن يحيى، حدثنا الحسن، حدثنا الأسود أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع غزوات، يعد في البصريين، وقال لنا مسلم:
حدثنا السري بن يحيى، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا الأسود... " (1 / 1 / 445)، فكل هذا يقوي صحة سماع الحسن منه، والله أعلم.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»