أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الحميدي الشيرازي أخبرنا عمر بن الفياض أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحربي قال حدثنا عمى حدثنا عبيد الله الوراق قال خرجت يوم جمعة مع بشر - يعنى ابن الحارث - إذ دخل المسجد وعليه فرو يتقطع - فرده العون، فذهبت لأكلمه فمنعني، فجاء فجلس عند قبة الشعر، فقلت له: يا أبا نصر لم لم تدعني أكمله؟ قال: اسكت، سمعت المعافى بن عمران يقول سمعت سفيان الثوري يقول: لا يذوق العبد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد الصواف، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو حفص عمر ابن أخت بشر بن الحارث قال: حدثتني أمي، قالت: جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر: من هذا؟ قال: أريد بشرا، فخرج إليه، فقال له: حاجتك عافاك الله؟ فقال له: أنت بشر؟
فقال: نعم. [قال:] حاجتك؟ فقال: إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو يقول لي: اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري فيما قد بثثت لك - أو نشرت لك - في الناس. فقال له: أنت رأيت هذا؟! فقال:
نعم، رأيته ليلتين متواليتين. فقال: لا تخبر به أحدا، ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة، وجعل يبكي ويضطرب ويقول: اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا، ونوهت باسمي، ورفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة، الآن فعجل عقوبتي، وخذ منى بقدر ما يقوى عليه بدني.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ومخلد بن جعفر. قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن غزوان البراثي. قال: آخر ما سمعت من كلام بشر بن الحارث أرجف الناس بموته بباب الطاق في يوم مطير، فجئت في المطر والطين حتى بلغت بابه، فإذا على بابه ثلاثة نفر، شيخ منهم يقول: إنما جئنا نعودك يا أبا نصر. فقال لهم - وهو يبكى - لا حاجة لي في عيادتكم، اذهبوا عنى قد آذيتموني، وهو يبكى، وقال: قال فضيل بن عياض: أشتهي أن أمرض بلا عواد.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن علي الخطى حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي يوم مات بشر بن الحارث: مات بشر! فقال: