العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٧١
انضم إليه أحمد بن أبي دؤاد، وأن الامر شديد فرددنا إلى بغداد في سفينة مع بعض الأسارى، ونالني منهم أذى كثير. ومات محمد بن نوح في الطريق فصلى عليه أحمد.
فلما رجع إلى بغداد دخلها في رمضان فأودع في السجن نحوا من ثمانية وعشرين شهرا. يصلي في أهل السجن والقيود في رجليه.
ثم أخرج إلى الضرب بين يدي المعتصم.
فلما أدخل على المعتصم زادوه في القيد.
قال الامام: فلم أستطع أن أمشي بها فربطتها في التكة وحملتها بيدي، ثم جاؤوني بدابة فحملت عليها فكدت أن اسقط على وجهي من ثقل القيود، وليس معي أحد يمسكني، فسلم الله حتى جئنا دار المعتصم.
فأدخلت في بيت وأغلق علي وليس عندي سراج فأردت الوضوء، فمددت يدي فإذا إناء فيه ماء، فتوضأت، ثم قمت ولا أعرف القبلة، فلما أصبحت إذا أنا على القبلة ولله الحمد.
ثم دعيت، فأدخلت على المعتصم، فلما نظر إلي وعنده ابن أبي دؤاد قال: أليس قد زعمتم أنه حدث السن، وهذا شيخ مكهل.
فلما دنوت منه وسلمت عليه قال لي: أدنه فلم يزل يدنيني حتى قربت منه، ثم قال: إجلس، فجلست وقد أثقلني الحديد فمكثت ساعة ثم قلت:
يا أمير المؤمنين الأم دعا إليه ابن عمك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله. قلت فإني أشهد أن لا إله إلا الله، ثم ذكرت له حديث ابن عباس في وفد عبد القيس. ثم قلت: فهذا الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ثم تكلم ابن أبي دؤاد بكلام لم أفهمه.
ثم قال المعتصم: لولا أنك كنت في يد من كان قبلي، لم أتعرض
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»