العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٣٤
دخائل. وقد عاصروا كبار اللغويين، ولا نجد منهم انكارا على المحدثين في استعمال هذه الكلمة بهذا المعنى. والله أعلم.
نشأة علم علل الحديث:
يبدو أن علم علل الحديث في صورة مصغرة مبكرة مساير لعلم الحديث جمعا ونقدا من زمن الصحابة رضي الله عنهم، وحيث إن الوهم والخطأ من أهم عناصر علل الحديث. ومن الممكن أن يقع فيهما بعض الصحابة، فيمكننا أن نمثل لهذا بوقائع ثبتت عن الصحابة وهم فيه بعضهم البعض، وإن كتاب " الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة " للزركشي، أكبر مجموعة لهذا.
وكما وهم سعيد بن المسيب أو بعض الصحابة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم (1).
ثم سار هذا العلم مع الرواية والتحديث في كل عصر، كلما اتسعت الرواية اتسع مجاله واشتدت الحاجة إليه. وقد قيض الله له في كل عصر ومصر علماء جهابذة كانوا ينخلون الروايات ويتخللونها، ويخرجون منها حرفا حرفا الصحيح والسقيم والضعيف والمعلول.
أهمية علم علل الحديث:
لما عرف أن علل الحديث يكثر وقوعها في أحاديث الثقات الذين عليهم العمدة في الروايات، فأعرض المحدثين وعامتهم لا يظهر لهم خلل في أحاديثهم، ولذلك صار أغمص أنواع الحديث وأدقها مسلكا، ولا يقوم به إلا من منحه الله فهما غائصا واطلاعا حاويا وادراكا لمراتب الرواة ومعرفة ثاقبة لاختلاف المرويات.

(١) أخرجه مسلم في كتاب النكاح 2: 1031.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»