العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٢١
موجز عن الجرح والتعديل الكلام على الرجال جرحا وتعديلا ليس من الغيبة بل هو واجب من واجبات الشريعة.
روى ابن حبان في كتاب الضعفاء والمجروحين عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر الكلاعي قالا:
أتينا العرباض بن سارية وهو فيمن نزل فيه: ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم. قلت لا أجد ما أحملكم عليه، فسلمنا عليه وقلنا أتيناك زائرين ومقتبسين، فقال العرباض صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا، موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا مجدعا فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم قال: " في قوله صلى الله عليه وسلم " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم.. " دليل على أن ه صلى الله عليه وسلم أمر أمته بمعرفة الضعفاء من الثقات، لأنه لا يتهيأ لزوم السنة مع ما خالطها من الكذب والأباطيل إلا بمعرفة الضعفاء من الثقات وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم بما يكون من ذلك في أمته.
وقال أيضا: في قوله عليه السلام، ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»