تاريخ ابن معين ، الدوري - يحيى بن معين - ج ١ - الصفحة ٥
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المحقق الحمد لله أهل ووليه، والهادي إليه والمثيب به، أحمده بأرضى الحمد له، وأزكاه لديه، على تظاهر آلائه وجميل بلائه، حمدا يكافي نعمه، ويوافي مننه، ويوجب مزيده، وأسأله أن يشغلنا بذكره ويلهجنا بشكره، وينفعنا بحب القرآن واتباع الرسول عليه السلام وحسن القبول لما أردناه، ويصرفنا عن سبل الجائزين إلى سواء السبيل، وبنور بالعلم قلوبنا، ويفتح بالحكمة أسماعنا، ويستعمل بالطاعة أبداننا، ويجعلنا ممن صمت ليسلم، وقال ليغنم، وكتب ليعلم، وعمل ليعمل، ونعوذ بالله من حيرة الجهل وفتنة العلم، وإفراط التعمق، وأن يشغلنا التكاثر بالعلم عن التفقه فيه، وأن يسلك إليه في غير طريقه ويقحمنا فيه من غير بابه، فكم من طالب حظه الغباء، وضارب الأرض غنيمته الإياب، يجوب البلاد، ويفني التلاد، ويقطع الرحمن، يضيع العيال صابرا على جفا الغربة وطول العزبة، وخشونة المطعم، ورثاثة الهيئة، مبيته المساجد، ومصباحه القمر، وطعامه خضار، وهجوعه غرار، وهمه الجمع دون التفقه فيه، والطرق دون المتون، والغرائب دون السنن، والاستكثار من أسماء الرجال، حتى يعود كما بدء لم يحل مما طلب إلا بأسفار حملها، ولم ينفعه علمها. (1).

(1) غريب الحديث، لابن قتيبة. المقدمة.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 13 ... » »»
الفهرست