جراب النورة بين اللغة والاصطلاح - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ٤٤
ومع ورود هذه العدة الكبيرة من الأحاديث، وبطرق عديدة، مما اتفق على نقله المسلمون كافة، فليس على المؤمن إلا أن يسلم لها، وهو شأن المتقين كما وصفهم الله بقوله. الذين يؤمنون بالغيب مضافا إلى عشرات الروايات المؤيدة لمضمون تلك الأحاديث، مثل ما دل على تحديد " صفوف أهل الجنة " (1).
وما ورد فيه تحديد نسبة أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل الجنة بنسب معينة كالربع والثلث والنصف، وهي أحاديث مذكورة في صحاحهم وغيرها.
وما ورد من أن العبد مكتوب أنه من أهل الجنة، أو من أهل النار (2).
فكيف يتجرء السلفية الأغمار على ضرب هذه الأحاديث النبوية الشريفة عرض الحائط، وينكرون محتواها، مع اعتراف شيخ إسلامهم بأنها " معجزة عظيمة ".
وقد رد ابن حجر بهذا على الذهبي الذي أنكر الحديث، بعقله زاعما أنه يقتضي أن يكون " زنة الكتابين عدة قناطير ". كما سمعت لكن ابن حجر سكت عن محمد بن صبيح ابن السماك، لما أنكر مثل هذا العلم؟ واستنكره، زاعما أنه " علم بالغيب " وراح يكفر القائل به فسبحان الله، ما أجرأهم على الله ورسوله، حيث ينكرون الأحاديث النبوية المتضافرة الثابتة، ثم يكفرون من يلتزم بمؤداها؟
أما نحن شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام:
فتكفينا ما بلغنا من النصوص المقدسة، لكي نؤمن بها، وبالغيب الذي جاءت به، وان نتعبد بها، لأنا مسلمون بما جاء به ثقاتنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا

(١) لاحظ سنن الدارمي ٢ / ٣٣٧، والمعجم الكبير للطبراني ١٠ / ٢٢٧ رقم ١٠٣٩٨، وخرجه المعلق عن أحمد وأبي يعلى، والبزار، والمعجم الصغير والأوسط والمعجم الكبير أيضا رقم ١٠٦٨٢، والمستدرك للحاكم ١ / ٨٢، ولاحظ مجمع الزوائد ١٠ / ٤٠٣.
(٢) لاحظ كنز العمال ١ / 125 رقم 594، ومصادره.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»