رجال الخاقاني - الشيخ علي الخاقاني - الصفحة ١٦٠
غلوا بل الذي يظهر منها انه كان من أصحاب الاسرار فلننقل ما رووه فيه لتعلم ان أكثر ما يرمون الاجلاء به من أمثال هذه فروى (الكشي) ثم شرع في نقل رواياته عن اخرها ثم قال: فانظر أيها الأخ في الله بعين الانصاف في هذه الأخبار فإنها ليست الا معجزاته. ولا شك ان الأئمة من حين الولادة يتكلمون انتهى ما حكاه عن جده فيما يتعلق بالقدح في نفسه من حيث الغلو والارتفاع ثم انتقل إلى دفع القدح فيه من جهة رواياته (1) كما سننبه عليه إن شاء الله ومثل العلامة المجلسي في تنزيهه من القدح فيه السيد الشريف نعمة الله الجزائري قال في (كنز الطالب) - على ما حكاه السيد في عدته (2) التحقيق ان الطعن انما جاء إليه من طريقين:
(الأول) ما روى الكشي وذكر كلام أيوب بن نوح المتقدم.
(الثاني) ما ذكره بعضهم من اشتمال أحاديثه على الغلو وارتفاع القول والجواب (اما عن الأول) فبعدم صحته وعلى تقديرها فلعل فيه دلالة على كمال ورعه حيث إنه لم يرض ان يروى عنه ما رواه بطريق الوجدان في الكتب مع أن ذلك من جملة الطرق المذكورة في تحمل الأحاديث سيما في الكتب المتواترة كما كانت في اعصار أصحاب الأئمة عليهم السلام (واما عن الثاني) فهو ان من مارس الاخبار وتصفح الآثار لا يشك في أنه قد كان لكل واحد من الأئمة عليهم السلام خواص من شيعته يطلعونهم على عجائب أمورهم وغرائب اخبارهم ولم يطلعوا سواهم عليها لعدم اتساع صدورهم لتحمل مثل تلك الأمور النادرة

(1) راجع: التعليقة (ص 298) في ترجمة محمد بن سنان.
(2) راجع: عدة الرجال للسيد المحسن الأعرجي عند ذكره رجالا من الغلاة. (المحقق)
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»