خالد بن سعيد بن العاص: أبو سعيد نجيب بني أمية، من السابقين الأولين، ومن المتمسكين بولاء أمير المؤمنين عليه السلام. وكان سبب إسلامه أنه رأى نارا مؤججة يريد أبوه أن يلقيه فيها، وإذا برسول الله (ص) قد جذبه إلى نفسه وخلصه من تلك النار. فلما استيقظ وعرف صدق رؤياه خرج إلى النبي (ص) مبادرا ليعرض عليه إسلامه، فلقي أبا بكر، وقص عليه الرؤيا، فأقبل معه أبو بكر حتى أتيا إلى رسول الله (ص) وأسلما (1).
ثم إن أباه سعيد بن العاص بن أمية لما سمع باسلامه أخرجه من داره وتبرأ منه وأمر بنيه أن لا يكلموه ولا يجالسوه، فكان خالد يصبح عند رسول الله (ص) ويمسي عنده حتى هاجر المسلمون إلى الحبشة، فهاجر معهم هاربا من أبيه - ومعه امرأته أميمة الخزاعية - فولدت له بأرض الحبشة ابنه سعيدا وابنة له ثم إن رسول الله (ص) كتب إلى النجاشي يدعوه إلى الاسلام ويخطب إليه أم حبيبة بنت أبي سفيان، ويأمره ان يحمل جعفرا وأصحابه، ويبعث بهم إليه. فأسلم النجاشي وآمن برسول الله (ص) وزوجه أم حبيبة وأصدقها أربعمائة دينار، وكان خالد هو الذي تولى التزويج وحمل جعفرا وأصحابه